تدخل الملك .. فانتهى الإضراب في ثوان
شحاده أبو بقر
06-10-2019 09:15 PM
تابعت ليل السبت وحتى ساعات الفجر الأولى سير البحث بين الفريق الوزاري ومجلس نقابة المعلمين ، ألى أن جاء في الأنباء التوصل إلى إتفاق ، وفجأة تعثرت الأمور ، فالحكومة تريد التوقيع الأحد لأن الإتفاق لم ينجز مائة بالمائة كما قيل ، والنقابة تصر على التوقيع بما حضر أي فورا وفي دار الرئاسة ' وهنا تكلست الأمور ثانية بعد بشرى الإنفراج .
ثم جاء المدد ، وممن ؟ ، من جلالة الملك شخصيا . أنا لا أملك المعلومة ، إلا أنني على يقين تام من أن الملك كان متابعا للحدث لحظة بلحظة ، وعندما أستعصت الحالة ، تدخل الملك ووجه وأمر ، فقبل الجميع نقابة وحكومة وإنتهى أمر الأضراب في لحظات ، وإنتظم الطلبة والمعلمون في مدارسهم الأحد وإرتاح الأهالي من عناء أزمة طاحنة كان يمكن أن تتطور أكثر لا سمح الله .
عندما يتدخل الملك ولو بإبداء رغبة ما ، فالجميع لا يناقشون . هذا هو ديدن الأردنيين منذ عهد الملك المؤسس وإلى ما شاء الله ، فالشعب الأردني شعب حيي محترم يقدر مليكه ويحترمه ، وكلمة الملك ، ما تصير ثنتين ، بل هي نافذة وفورا.
هذا واقع معاش في العلاقة بين الشعب والملك قائد الدولة والوطن ، وهذا إمتياز أردني وبإمتياز لا تجده في أي بلد آخر غير الأردن ، فللملك مكانة خاصة لا يرقى إليها أحد ، ومجرد ظهور الملك في المشهد ، ينهي أي خلاف مهما كان ، ولهذا قبل مجلس النقابة وبلا تردد التوقيع اليوم الأحد ، ونفذت الحكومة توجيه الملك فورا وإنتهت قصة أرهقت كاهل شعبنا كله قرابة الشهر، وخلال لحظات هي فترة تدخل وتوجيه الملك ، بأن يكون الأحد يوما دراسيا كاملا وكالمعتاد ، وهو ما كان .
ليس مطلوبا من الملك التدخل في كل صغيرة وكبيرة ، فهناك سلطات ومؤسسات رسمية وأهلية هي المطالبة بالتدخل وحل الإشكال ، أي إشكال ، لكن ما حدث يعيدنا إلى إستذكار تدخل الملك الحسين رحمه الله عندما تستعصي الأمور ، فتحل فورا ، وهذا ما حدث ليل السبت وفجر الأحد ، وأنا مصر على ذلك برغم عدم الإعلان ، ان المد وتدخل جلالة الملك وحسم مفاوضات ومباحثات ووساطات شهر كامل ، ربما في عشر ثوان فقط ، فكلمة الملك عند الأردنيين ضمانة مؤكدة لا نقاش فيها ، ورأيه ورؤيته يحترمان بلا نقاش أيضا .
وعليه ، فالشكر موصول لله أولا ، ثم الشكر بعد فضل الله سبحانه ، لتدخل الملك ، والا فسنظل ندور في حلقة مفرغة لا ندري أين ستفضي بنا لا قدر الله ، وسط فوضى الإجتهادات والإصطفافات والآراء ، ولكن الملك تدخل في اللحظة الحاسمة ، وسجل أنتصارا للوطن ، كل الوطن ، وهو انتصار نسأل الله أن يستمر ويتجدد دوما وفي سائر شؤوننا الوطنية . الله من وراء قصدي