عبر شهر من شد الأعصاب وحديث الشارع ووسائل الإعلام وتعطيل المدارس بالاضراب وصل الماراثون بين النقابة والحكومة الى خط النهاية وكانت النتيجة انتصار النقابة على الحكومة وهو انتصار مدوٍ لا تنفع معه ورقة التوت حيث ظهر ما كنا نقول من البداية : إنها حكومة ضعيفة ، حكومة لا تقوى على حل مشكلة داخلية بل تعاملت مع الموضوع بارتجاف وانتفاخ لتحكي صورة وصولة الأسد لكن الانتفاخ نفّس ولم نعد نرى الأسد بل انطبق قول الشاعر : كالهر يحكي يحكي انتفاخا" صولة الأسد .
نعم ذاب الثلج وبان المرج وانكشفت العورة ودخلت الحكومة مجلسها مهزومة أمام نقابة صلبة قيادة وأداء وأفرادا" وشعبا" انتصر لها ووقف معها ولم يقف معها برلمان ولا أحزاب .
حكومة تنهزم أمام نقابة لا مجال لها للاستمرار ، إذ كيف سيكون أداؤها لو كانت الأزمة مع جهة خارجية ودول تطمع بالأردن نظاما" ومقدرات وسياسات ؟؟!! إسرائيل غربنا وايران شمالنا وشرقنا وترمب يسرق المال العربي والقدس الاسلامي ويريد مع البرامكة المندسين مع ( المايسترو ) القضاء على الاردن وفلسطين لصالح الصهاينة . نعم حكومة مهزومة ذات أداء مضحك ركيك مضطرب لا تلزم بلدي ولا يحتاجها ، وأخاف عليه من وجودها واستمرارها . دخل المعلم مرفوع الرأس على تلاميذه وقد أعطاهم الدرس البليغ غير المنهجي :
لا تسكتوا على حقكم ، انتزعوا حقوقكم ، الحقوق تؤخذ ولا يفرط بها .
ودخل الوزراء الى مجلسهم ينظر بعضهم الى بعض وآثار لكمات النقابة عليهم ولا يستطيع واحد منهم ان يقول الا : انهزمنا ، لم تعد لنا هيبة ، فعلام البقاء ؟ ولماذا الاستمرار ؟ رئيس ناد رياضي ينهزم فريقه يستقيل ، رئيسة حكومة بريطانيا استقالت تحت لكمات المعارضة ، فلماذا نستمر ؟ وما هيبتنا أمام موظفينا ؟ سيغني لنا الشعب أينما حللنا ( انت معلم منك نتعلم ) نعم أسقطت النقابةُ الحكومةَ التي رفضت وساطة زملاء وزراء كانوا سيرمون لها بحبل النجاة وقلنسوة الهيبة ، لكنها استكبرت وتعجرفت ولم تتعامل معهم بأدنى درجات ذوق الاحترام !! وراحت باتجاه ألعاب صبيانية مكشوفة تهدد المعلمين وتتوعد بفصلهم وأخضرت الكلاب للمدارس !! ولهذا لا أسف عليها وستحمل في تاريخها انها الحكومة المهزومة هزيمة نكراء من أصحاب حق ، واذا استمرت فلتعلم انها سينبري لها آخرون من هذا الشعب المظلوم المنكوب بحكومات العقود والرواتب الفلكية وحكومات التنفيع وحكومات الأراضي وحكومات الاقتراض وحكومات الضرائب. والحل الأقصر أن ترحل من خاطرها والا فليعفها صاحب القرار جلالة الملك الذي لا يمكن ان يجد سندا" من حكومة مهزومة ضعيفة