عمون .. زادتني من الشعر أبياتا
هاني العزيزي
24-05-2007 03:00 AM
يسهل على أي إنسان أن يكيل المديح لمن يستحق ولمن لا يستحق . ولست بصدد كيل المديح لعمون وناشريها ، فالحكم للقارئ والمطلع ، كما أني لست معنيا بالنقد لأني لست أهلا له . وسواء أكان مدحا أم ذما ، لا بد من القول ان لعمون سقفها ، وخطوطها الحمراء ، وهذا أمر يجب على الجميع تفهمه ومراعاته . وقد أتاحت عمون للكثير التعبير عن رأيه بصياغته مقالا وتعليقا ، وأعتقد أن ناشريها يرغبان ويهتمان بمعرفة الآراء ، وعرض وجهات النظر أكثر من الصياغة الفنية والعرض الصحفي والأدبي . وأعتقد جازما أن الكثير من الجهات والهيئات تقرأ كل ما يكتب في "عمون" من مقالات وتعليقات ، إذ تشكل في مجموعها نبض وفكر شرائح هامة من الشعب . وقد خرجت بما أحب أن اعرضه ، وإن كنت لست بالكاتب ولا بالمحلل ، لكني مواطن تخرجت من الجامعة منذ أربعة عقود خلت ، ومارست العمل الحكومي ، وعشت طويلا خارج الوطن ، ولي أن أعرض ما خرجت به مما قرأته في عمون من مقالات وتعليقات .* أولا - لا جدال أن المواطن الأردني محب لوطنه كغيره من مواطني دول العالم ، وكل يحب وطنه ، ويعبر عن حبه بما يراه مناسبا . البعض يحب وطنه ويصوغ حبه بأقوال وآراء منطقية عقلانية ، ويرى كشف المستور من فساد وخلل ، وتدفعه غيرته على الوطن إلى الحديث دوما عن مواطن الخلل سعيا للإصلاح ، وعلى الطرف الآخر يقف البعض مكتفيا بكيل المديح للوطن ، متغنيا بعبارات منمقة ، باتت محفوظة مكررة ، وفقدت معانيها ، ولست بذلك أنتقص من مكانة الوطن ، لكني أرى أن الاكتفاء بالتغني دون العمل هو من ضروب الكسل والخمول ، كما أرى أن إقحام أسماء ورموز معينة دون مبرر أو مسوغ في مقالة أو تعليق لأمر في نفس يعقوب هو من ضروب السذاجة والسطحية التي باتت لا تخفى على أحد .
* ثانيا - الأردن بلد عشائري بكل ما في العشائرية من إيجابيات وسلبيات ، واعتقد ببقاء العشائرية بشقيها فيه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها . ولست بصدد ذكر إيجابياتها ، لكن لفت انتباهي بعض المعلومات عن ترشح البعض للانتخابات بأن دور " فلان" كمرشح قد حل بعد أن نال "علان " دوره !! هل نعيش عام 2007 أم نعيش عام 2007 ق . م ؟ . كما أن " الفزعات " العشائرية جلية جلاء الشمس في التعليقات والتعقيبات .
* ثالثا - الأردني عاشق متيم بالوظيفة بوجه عام ، وإن لم ينلها فلا مانع من التقرب من كبار الموظفين ، مهنئا بالمنصب الرفيع الذي يتولاه أحدهم بزيارته أو بإعلان في الصحف أو بالنشر على صفحات عمون ، وأسوق هنا عشرات التعليقات التي تدلل على التمسك بالعشائرية وحب عالم الوظيفة ، فقد نشرت عمون عشرات التعليقات معظمها كان يقدم التهاني لمن تولى منصبا رفيعا ، وقطعا يتمتع الرجل بصفات قيادية وإدارية ، لكن التهاني تشيد به مسبقا بأنه سيملأ الديار عدلا ونزاهة ، وأنا لا أشكك قطعا بالرجل لكن الإفراط بالتفاؤل ، وعدم الانتظار لنتائج التعيين بعد مدة كافية ، أمر سابق لأوانه ، ويلاحظ أن التهاني كانت تصب على حسن منبته وعشيرته ، والقليل جدا من سأل هل تكفي خبراته الطويلة بميدان واحد محدد لتولي مهمة ذات أبعاد قانونية ومالية وإدارية خطيرة ؟ وهل المؤسسة – أي مؤسسة – هي المدير فقط ؟ .
* رابعا - ثبت لي أننا في الأردن نملك طاقة هائلة على نقد كل شيء ، ولا تفوتنا شاردة ولا واردة ، ونتذوق النكتة بكافة نكهاتها ، بل ونحن من صناعها ، رغم ما يقال من أننا شعب عبوس ، فشر البلية ما يضحك ، وفي الوقت ذاته نحب لدرجة الموت ونكره لنفس الدرجة ، ويبدو وكأن أن المعجم الأردني خلوا من لفظ الاعتدال .
* خامسا - مدت عمون جسور صلة ، وفتحت قنوات اتصال بين أبناء الوطن من كتاب وقراء . ويسعدني أن أسجل اعتزازي بالتعرف من خلال عمون على نخبة طيبة ممن يسكن الوطن في ضمائرهم ، ويغارون عليه ، ويعشقونه ، ويدافعون عنه دون " تهويش " . تحية مع حفظ الألقاب للكثير منهم وأخص بالذكر مخلد الدعجة وطلب الجالودي وعاطف الفراية وخليل الفراية وحسين الخزاعي وعلاء الطراونة ، وإن كنت أختلف مع بعض طروحات بعضهم أحيانا .
العزيزان أبو أسامة وأبو سلامة سلمتم لنا ، وسلمت عمون لكم ولنا .
haniazizi@yahoo.com