الطريقة القادرية البودشيشية و"الملتقى" تنظمان الملتقى العالمي للتصوف
05-10-2019 02:50 PM
عمون - تنظم الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة "الملتقى" بشراكة مع المركز الاورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم الدورة 14 للملتقى العالمي للتصوف تحث شعار "التصوف والتنمية، دور البعد الروحي والأخلاقي في صناعة الرجال"، وذلك في الفترة من 08 إلى 12 ربیع الأول 1441 هجرية الموافق ل 06 الى 10 تشرين الثاني 2019 ميلادية.
ووفق الورقة العلمية للملتقى فإن الإنسانية في حاجة اليوم الى القيم الإحسانية التي دعا اليها التصوف من اجل بناء حضارة إنسانية راقية قائمة على التعايش والتعاون والسلم والأمن والأمان، ونبذ كل أشكال التطرف والعنف والإنحلال، فالتصوف يعتبر مصدرا للخير والقيم والفضائل الإسلامية السامية، التي هي قيم إنسانية كونية تنشد الرحمة والمحبة والسلام للعالمين.
صورة من ارشيف الدورات السابقة
وحسب نفس المصدر فإن اختيار موضوع هذه الدورة، يأتي في سياق الأهمية التي يتبوؤها موضوع التنمية في الساحة العالمية اليوم، من اجل مدارسته والكشف عن التحديات التي يطرحها، في سياق ما يزخر به المكون الصوفي من إمكانات كبيرة في هذا الباب، وما يمكن ان يقدمه من آفاق واعدة فيه، فالتحدي الحقيقي الذي يواجه التنمية اليوم هو العنصر البشري، ومن ثم، وجب العناية بتأهيل هذا العنصر على كل المستويات؛ دينيا وروحيا وفكريا وسلوكيا، بموازاة مع التاهيل العملي وما يتطلبه سوق الشغل.
ويؤكد المنظمون أن التنمية كي تكون تنمية مستدامة وخلاقة لابد أن تنطلق من الانسان، وأن تراعي حاجاته على كل المستويات؛ نفسيا وروحيا وجسديا وفكريا واجتماعيا، فقبل أن نهتم بتنمية المحيط والعمران ينبغي أولا أن نهتم بتنمية الانسان، وهي الفكرة الجوهرية التي حملها الاسلام في تأسيسه لنموذجه التنموي.
ويسلط المنظمون الضوء على الدور الكبیر الذي اضطلع به التصوف في بناء التنمیة لكونها تقوم في التراث الإسلامي على صناعة الإنسان، فالتصوف لكونه من أكثر المكونات الدینیة اختصاصا بهذا الجانب الإنمائي والبنائي والتأهیلي للإنسان، وفي هذا الصدد نجد نماذج لرجال التصوف الذين كانت لهم مساهمات قيمة في شتى مجالات التنمية، حيث اسهموا في بناء المساجد، وحفر الآبار، وتشييد المدارس، وكفالة الأيتام، وإعانة المحتاجين، بل ان منهم من بنى مدنا بكاملها، كما هو الحال بالنسبة لمدينة السمارة التي شيدها الشيخ ماء العينين، لتستقر بها القبائل المجاورة، وتكون نقطة التقاء للتجارة عبر الصحراء المغربیة.
وأبرز نفس المصدر دور الصوفية المغاربة الذين خلدوا آثار إعماریة في سائر الربوع التي مروا منها، كما هو الأمر بالنسبة للدیار المصریة التي استقر بها عدد من الصوفیة المغاربة، مع ما شیدوه من معالم إعماریة كبیرة في عدد من مدنها التي استقروا بها، وكذا الأمر بالنسبة لما اضطلعوا به في القارة الإفریقیة التي كان لهم الفضل الكبیر في دخول الإسلام إلى ربوعها، وما ا رفق ذلك من مشاریع إعماریة وإنمائیة رائدة.
ومن المنتظر أن يشارك في فعاليات هذه الدورة ثلة من العلماء والباحثين القادمين من مختلف الدول العربية والإسلامية وكذلك من افريقيا واوروبا وامريكا، وفي كلمة سابقة له بهذه المناسبة أكد الدكتور منير القادري بودشيش مدير الملتقى العالمي للتصوف أن هذا الملتقى " أصبح محطة أكاديمية هامة وفضاء تفاعليا وتواصليا لتلاقح وتبادل الخبرات والمعارف لخدمة الإنسان المعاصر، ومساعدته على فهم واستيعاب ومواجهة السياقات الراهنة والمآلية، التي يتفاعل معها سلبا وإيجابا، وفك أغلاله، وحل أزماته التي تعيق مساره الحياتي والقيمي والتنموي والحضاري"
وتجدر الإشارة الى أن المشاركين في هذه الدورة سيتباحثون في عدة محاور نذكر من بينها:
• التصوف والتنمية البشرية: فن صناعة الرجال
• التصوف والتنمية الاقتصادية
• قيم الفتوة ودورها في تنمية المجتمع
• التصوف والتنمية البيئة
• التصوف والتنمیة الأسریة: قضایا الطفولة والشباب
• التصوف والرأسمال اللامادي: أفق جدید للتنمیة
• التصوف والتنمية العالمية: دور البعد الروحي في حل الأزمات والصراعات
• التنمية والأديان: أفق الحوار والتعاون
(عبد العزيز اغراز)