العلاقة بين دخان صعدة و نار المجوس
طلال صيتان الماضي
14-11-2009 09:29 PM
يتابع أبناء الأمة العربية والإسلامية باهتمام بالغ أحداث اليمن, و لكن أساءنا جميعا أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه لأن ما نتمناه أن تحل إشكالاتنا العربية على مستوى وطني ودون الحاجة لتدويل أزمتنا, لان القوى الدولية المتربصة بنا لن تألوا جهدا عن التدخل حفاظا على مصالحها أو لخلق ادوار جديدة لهذه القوى لتصبح مشاكلنا الوطنية أوراق تفاوضية رابحة تستخدم عند تصفية حسابات القوى العالمية .
لكن تطور الإحداث في اليمن خلال الأيام القليلة الماضية اخذ منحى آخر خطير باتجاه الطائفية السياسية واستخدمت قضية الحوثيين من الجانب الإيراني بشكل مقلق جدا وخاصة بعد المحاولة البائسة بالمساس بسيادة أراضي المملكة العربية السعودية ولكن ردة الفعل السعودية العنيفة كانت رسالة واضحة للجميع بان الاقتراب من المساس بسيادة الأراضي السعودية لن يكون له إلا هذا الرد العنيف الذي اسقط ورقة الحوثيين من إيران ضد المملكة العربية السعودية وعزز موقف الحكومة اليمنية في محاولاتها لإنهاء هذا التمرد الخطير الذي لا يحمل أي مشروع وطني يمكن أن يكون له مؤيدين, بل إننا نرى بأن هذه الحركة هي حلقة ضمن حلقات إحياء شعلة نار المجوس التي أطفأها الإسلام وبؤرة توتر جديدة مسؤولة عنها إيران بامتياز ضمن بؤر أخرى في منطقتنا جعلت جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين بفكره الثاقب يحذر من تبعاتها قبل ما يزيد على ثلاثة سنين عندما حذر من الهلال الشيعي والذي نراه الآن تجاوز الهلال ليقترب من البدر .
وكان لتصريحات وزير خارجية إيران مؤشر واضح لايقاض أحلام الدولة الفارسية التي تحالفت مع الشيطان الأكبر ( أمريكا) وإعادة أحياء حلف كورش ( اليهودي الفارسي) للمساهمة في استعمار العراق وتدميره والذي يمثل العمق العربي والقومي وبوابة الأمة الشرقية ضد الريح الصفراء وهاهي تحاول أن تقترب من زعزعة امن العمق العربي الإسلامي المتمثل في المملكة العربية السعودية فالمطلوب منا جميعا والحالة هذه أن تكون المواقف الشعبية والرسمية العربية متناسقة في الوقوف سدا منيعا مع الأشقاء السعوديين الذين شملت - وما زالت – أفضالهم عالمنا العربي والإسلامي دون منّة أو انتظار رد الجميل, فالإخوة في السعودية لديهم جيش قادر على حماية حدود بلدهم ولكن حتى نشعر بأننا لم نقصر باتجاه واجب قومي كما قصرنا بحق العراق يجب على كل القوى أن يكون لها موقف داعم و بوضوح كامل لأشقائنا ضد عبثية المتمردين الذين اقضّوا مضاجع يمننا السعيد و ثقتنا مطلقة في إمكانية إنهاء هذا التمرد من قبل الحكومة اليمنية .
ونحن نعتقد بأنه آن الأوان ليكون هناك حضور واضح للسعودية على الساحة العراقية وان نتجاوز مقولة الشأن الداخلي لأن حركة الحوثيين من السهل جدا استنساخها في موقع آخر من الحدود السعودية فلم يعد للدبلوماسية الهادئة مكان مقابل الاستهتار الإيراني الذي عكسته تصريحات المسؤولين الايرانين سواء أكان ما يتعلق بالحج أو الحرب ضد الحوثيين ولا يفوتني أن أنبه المعارضة السعودية في الخارج من مغبة الانزلاق مع هذه القوى الشريرة التي تحاول زعزعة امن المملكة لثقتنا بأنهم اشرف من أن يطالهم هذا الفكر المسموم .
* عضو الجنة التنفيذية لحزب الجبهة الأردنية الموحدة