facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




نكتب لوطن لا لحكومة ولا لنقابة وحسب


شحاده أبو بقر
05-10-2019 08:57 AM

لا قيمة في هذا الوجود بعد الإيمان بالله سبحانه ، تعدل قيمة الوطن ، وعليه ، نكتب للوطن كل الوطن وبكل مافيه من حكومات ونقابات وسوى ذلك كافة ، وبالذات ، عندما يدور الوطن في أزمة . وعليه وحيث تغدو المجاملات والإصطفافات مؤذية أكثر منها نافعة ، فلا بد لكل قلم من أن يقول الحقيقة دونما مواربة حرصا على سلامة مسيرة الوطن ، عل في ما نكتب ما قد ينفع الناس كل الناس حاكمين ومحكومين على حد سواء ، بإعتبارنا وجميعا ، في مركب واحد لا مركبين .

من هنا ، نرى أن أزمة نقابة المعلمين يجب أن تقرأ من منظور وطني شامل ، بإعتبارها أزمة وطنية تطال سائر الأردنيين بلا إستثناء ، وهي أزمة من العبث تمحيصها وفقا لمقولة الغالب والمغلوب ، ففي ذلك تصغير لكتفي الدولة كلها في عيون رعاياها وفي نظر الكافة داخل الحدود وخلف الحدود .

لا ، أزمة النقابة لا بد وأن تكون مؤشرا ومقياسا لنبض الشارع وتوجهات الرأي العام بمجمله ، كي نرتقي جميعنا في التفكير والطرح وإجتراح الحلول التي من شأنها حشد صف الشعب كله مع الدولة والوطن ، فشكوى النقابة هي شكوى السواد الأكبر من شعبنا جراء الفقر والبطالة وصعوبة ظروف العيش ، وإلا فما تفسير أن يمتنع مواطنونا عن إرسال فلذات أكبادهم إلى مدارسهم كل هذا الوقت وهم أكثر ما يكونون حرصا على إنتظام دراستهم كما هو مألوف ! ، وكيف يمكن أن نقرأ هذا التعاطف الكبير من جانب شعبنا مع مطالب المعلمين ! .

أدرك أن الأزمة لا بد وأنها تناقش حاليا بإهتمام شديد من سائر قوى الدولة في شقها الرسمي ، ولهذا ، أتمنى على من يفعلون ذلك ، أن يبحثوا الأمر بالتحليل والملاحظة والتقييم على قاعدة وطنية شاملة لا تخص نقابة المعلمين وحدها ، وإنما الواقع المعيشي لشعبنا بمجمله .

وعليه ، أنصح صادقا بعون الله ، أصحاب القرار بالإنطلاق في مناقشاتهم من حقيقة أن بلدنا يجتاز أعوام عسرة إستثانئية ، ومتى كان الأمر كذلك ، فلا بد من إجراءات وقرارات إستثنائية تتواءم مع الواقع الثقيل في وطأته على بلدنا وعلى شعبنا .

وعليه أيضا وحيث لا معين سوى الله جل في علاه ، أدعو لإعادة نظر جادة في شكل ومضمون موازنتنا القادمة ، وعلى نحو يوجه مالا أكثر لسائر العاملين في سلك الدولة بقطاعيها العام والخاص ، وكما قلت سابقا ، فإن دعم المستهلكين هو المحرك الأهم لإقتصادات الأوطان ، فهو البوابة لتنشيط قطاع المنتجين لزيادة إنتاجهم ، وبالتالي تشغيل عمالة أكثر ، وفي ذلك محاربة حقيقية للبطالة التي تنتج فقرا ينتج هو الآخر مشكلات إجتماعية وأمنية وإقتصادية .

راقبوا حركة السوق الأردنية لشهر واحد ، لتلاحظوا أن عجلة الأقتصاد تدور بوتيرة أسرع بدءا من ٢٥ من كل شهر وحتى الثلاثين منه ، وهي الفترة التي يتسلم موظفو القطاعين فيها رواتبهم ، وبعدها تعود حركة السوق إلى ركود قاتل
، إنتظارا للراتب القادم .

هذا يعني ، أن السيولة المالية بين أيدي المستهلكين هي من تحرك الأسواق ، ولو إستمرت طويلا لحفزت المنتجين ومن يملكون مالا على توسيع نشاطهم وزيادة إنتاجهم لمقابلة الطلب المتزايد من قبل قطاع المستهلكين .

أوقفوا معظم المشروعات الخدمية الكبرى في موازنة العام الجديد ، ووجهوا المال لزيادة رواتب الموظفين مدنيين وعسكريين وحثوا البنوك والشركات الكبرى على زيادة رواتب مستخدميها ، ولاحظوا الفرق ، والاردن الذي يعاني إقتصاديا ليس بحاجة لمدن صناعية وطرق إلتفافية وأحزمة حول المدن وسوى ذلك من مشروعات قابلة للتأجيل إلى زمن يسرة لا عسرة كما هو حالنا اليوم .

نعم ، الدولة أب لكل مواطن معلما كان أم غير ذلك ، والأب لا يتعامل مع أبنائه تعامل الند للند ويرى في طلباتهم وحاجاتهم تحديا له ، لا ، العكس هو الصحيح ، فإمسحوا وجوهكم بالرحمن ووجهوا أموال الموازنة الجديدة لرفع مداخيل الشعب وتلك أولوية لا تسبقها أولوية ، عندما تتسع دائرة الفقر وتتزايد معاناة الناس في بلدنا الحبيب .

نعم نكتب للوطن كل الوطن ، ونأمل أن تكون كلمتنا مسموعة بأذن الله ، فالمنطقة حبلى بما نعرف ولا نعرف من مجهول التحديات ، ونحن جميعا بأمس حاجة لأن نوحد صفنا جميعا مع الوطن ومع قيادتنا في مواجهة التحدي ، وهذا يتطلب بالضرورة أن نتدبر أمورنا بموازنتنا الجديدة وجعلها إستثنائية لدعم قدرات شعبنا المادية ، وعندما يفرجها مفرج الكروب على بلدنا ، يمكننا النظر في بناء مشروعات كبرى وما شابه من منجزات قابلة للتأجيل أمام حاجة مواطنينا الملحة للمال . والله من وراء قصدي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :