facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الشعب الأردني (شعب محترم) ..


شحاده أبو بقر
04-10-2019 12:47 AM

ذات مقال غير بعيد ، كتبت عن الشعب الفلسطيني الشقيق وعن صبره الطويل ومعاناته وما تعرض ويتعرض له من ظلم الغاصب المحتل ، واليوم سأكتب عن شقيقه الشعب الأردني ، وبعد .

من أنبل سجايا وخصال الشعب الاردني العديدة وجميعها ترفع الرأس ، أنه الشعب الطيب البريء الذي يؤثر على نفسه حتى ولو كانت به خصاصة ، فالكلمة الطيبة تفعل فعلها الطيب في نفوس هذا الشعب ، والأردني عموما ، يخلع رداءه ويهبه لرفيقه بكلمة طيبة ، أما الكلمة الخبيثة والعياذ بالله ، فوقعها جد صعب على النفس الأردنية ، فالأردني يستل سيفه شاهرا إياه بوجه من يقابله بكلمة خبيثة لا قدر الله .

الشعب الأردني صبور حتى يمل الصبر من صبره ، وكريم لا يجاري كرمه كرم آخر ، والاردني لا يجود بما يجد وحسب ، وإنما الجود في ثقافته المحببة ، حرارة في الجلود ، ولهذا لا يضير الأردني أبدا أن يجوع عياله مقابل أن يكرم ضيفه ورفيق دربه ، وبالمناسبة ، دلوني على شعب آخر على هذا الكوكب ، تقاسم وبكل المروءة والشهامة الوطن وخبزه ومقدراته وكل شيء فيه ، مع أخيه العربي والمسلم والإنسان بعامة ، كما فعل الشعب الأردني وما زال يفعل وكل يوم .

ودلوني أيضا على شعب أصدق وفاء وإفتداء لوطنه ولقيادته الكريمة ولأمته العربية كما هو الشعب الاردني ، فهل أغلق الأردني يوما بابه وبرغم ضيق ذات اليد وندرة المورد في وجه عربي مثلا ! ، ثم ألم يفتد الشعب الأردني الكريم وطنه وقيادته الهاشمية الكريمة وقضايا أمته بالأرواح صادقا متجردا من كل مثلبة أو بحث عن مغنم ! ، ثم ، من جارى الشعب الفلسطيني الشقيق بتضحياته وشهدائه ومعاناته كما فعل الشعب الأردني ويفعل اليوم وكل يوم ! .

من إنتصر للعرب وللعروبة وقضاياها من محيطها إلى خليجها كما فعل الشعب الأردني وبنخوة لا تجاري ومروءة ليس كمثلها مروءة ! ، ومن بداخله مشاعر عروبة جياشة لا تدانى كما هو الشعب الأردني النشمي ! ، ومن يملك أن يظلم حظه بين يدي واحد أحد وينكر على الأردنيين وجميعا ، أنهم دوما وبكل فخر في طليعة المدافعين عن العروبة والدين وقضايا الأمة حتى لو كان الثمن وضع وطنهم في مهب الريح والتاريخ بعيده وقريبه خير شاهد ! .

شعوب عربية شقيقة عدة ثارت على حكوماتها في معمعة ما سمي زورا بالربيع العربي ، ودفعت وما زالت تدفع الثمن قتلا وتشردوا ودمارا ويا للأسى والحزن معا ، وآثر الشعب الأردني السكينة وبرغم الفقر والفاقة والعوز ، أن يعض على وطنه بالنواجذ متشبثا بكل ذرة من ترابه ، وفيا صادقا لا متزلفا ، لقيادته الهاشمية الكريمة ولسائر مؤسساته ، وحريصا حتى في إعتصاماته وإحتجاجاته ، على أن لا يخدش في وطنه حجر أو شجر أو تهدر قطرة دم لا قدر الله ، وظل وما زال ويبقى بعونه تعالى ، الوفي الحريص على الوطن وأمنه وإستقراره .

يجوع الشعب الأردني وقد يعطش وقد يعرى ، ويستحي أن يقول لا أملك ، فصيت غنى عنده أكرم من صيت فقر ، فعلى هذا قد تربى ونشأ وترعرع ولن يحيد ولا يستجدي ، ولسان حاله اليوم يقول : فما أكثر الإخوان حين تعدهم ، ولكنهم في النائبات قليل .

هذا شعب محترم وفي لا يهون ولا يخدع ولا يخون ، أبدا أبدا أبدا ، وليس هذا من خصاله على الإطلاق ، وهذا شعب كرامته عنده ، تعدل حياته وأكثر ، هذا شعب يتنازل عن كل ما يملك عدا الوطن ، لقاء كلمة طيبة وموقف شريف مشرف ، وهذا شعب لم ولن يتخلى عن آل البيت الكرام ، وقد أسكنهم في العيون جيلا إثر جيل وكابرا عن كابر ، وغطاهم برموش العيون محبة ووفاء وتقديرا وإحتراما ، ولن يثنيه صعب أو خطب عن شيء من هذا إلا أن يفنى لا سمح الله .

شعب تلك هي خصاله وشيمه وصفاته ، هو جوهرة ثمينة جدا وسيف بتار وثروة لا تقدر بثمن ، وهو لهذا جدير بالتفاني من أجله ، ولقد قالها الملك الحسين رحمه الله يوم عودته من رحلته العلاجية الأولى حينما وجد الشعب كله شيبا وشبانا رجالا ونساء بإنتظاره في عمان العزيزة ، وقالها الملك عبدالله الثاني أمد الله بعمره في مطلع توليه العرش ، كنت مسؤولا عن أسرة من خمسة أفراد ، وأنا اليوم مسؤول عن أسرة من خمسة ملايين فرد .

لأصحاب القرار فقط ، هذا هو الشعب الأردني وأكثر ، هذا هو الشعب الذي تحل مشكلاته سياسيا وبالسياسة لا بغيرها ، وهذا هو الشعب الذي يعتد به على مر الزمان ، هذا هو الشعب الذي تخاض به البحور دون أن يرف للخائض طرف ، هذا شعب لا يهون ولا يخون ولا يتنكر للمبادىء السامية الراقية أبدا ، وهو لهذا ، جدير بحل مشكلاته ومداواة جراح عيشه وبأي ثمن مادي كان ، والرزق على الله ، وما عدمت دولة السبيل إلى ذلك في عام عسرة وجب أن توجه فيه كل الموارد والأموال نحو جيوب الشعب كي يحيا كريما مكتفيا كشأنه دوما .

خلاصة القول ، الشعب الأردني كله ومن كل أصوله وفصوله ، شعب محترم ، محترم ، محترم ، من دمه يمنح ، وعن حقه يصفح ، ومن أجل رزقه يكدح ، وبغير نهر الوطن لا يسبح ، ولغير هاتف العدل والحق لا يرضخ ، ولسوى الهاشميين آل البيت لا يشدو ولا يمدح ، فهل عرف التاريخ شعبا بهذا النبل الأوضح . الله من وراء قصدي .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :