مخاطر الإذعان الذي ينشده المعلمون
د. عاكف الزعبي
03-10-2019 12:20 PM
لتنتبه جيداً ، ولتكن عيوننا مفتوحة ، فتحرك كتحرك المعلمين بحجمهم وسعة انتشارهم وأثار تعنتهم سوف تفتح شهية القوى الدولية والاقليمية باستخباراتها واعلامها ومراكز تمويلها للتأثير على الجبهة الداخليه وتوجيه القرار الاردني بالاتجاه الذي يخدم مصالحها .
مبرر التدخل موجود . اقليمياً وعربياً لم يضع الاردن قراره في جيبة اكثر من جهة حاولت ذلك وابقى قراره مستقلاً ليحافظ على علاقات مع جميع الاطراف دون ان يستعدي احداً .
دولياً ظل يقف على مسافة واحدة من القوى المتخاصمه مبعداً شرور الحروب والارهاب وصراعات النفوذ عن الاردن حفاظاً على أمنه واستقراره .
امريكياً واسرائيلياً بشكل خاص اعلن الاردن موقفه الثابت مما يسمى صفقة القرن دون اي لبس ليكون الموقف الاوضح بين جميع الدول المعنية . اغلق الباب امام الصفقة تماماً ولم يتركه موارباً . وظل على موقفه رغم ضغوط كبيرة مورست عليه .
تحرك المعلمين بالشكل والمضمون الذي هو عليه وتمرده على الحكومة وتنمره على القانون فرصةً يسيل لها لعاب كل من لم يعجبه الموقف الاردني وبخاصة من صفقة القرن . ولن يتردد احد منهم عن مده يده لينال من أمن الاردن واستقراره كي يلحق بقطار الفوضى الخلاّقه .
معادلة التفجير لأي بلد باتت جاهزه لدى رعاة التفجير . استغلال تحرك شعبي مطلبي سياسي او اقتصادي او اجتماعي، وضخ اعلامي خارجي وداخلي تتقدمه السوشل ميديا ، وعون استخباري ومالي فتقسم البلد وتعم الفوضى .
نكرر ونعيد لننتبه جيداً ولتكن عيوننا مفتوحة لوأد الفتنة والانحياز للأمن والاستقرار والتمسك بلغة الحوار والنفس الطويل ، وسد كل المنافذ أمام التوتر المؤدي للانقسام .
معظم المواطنين وجميع الفئات الاجتماعية بحاجة الى تحسين احوالها المعيشية لكن احداً لم يفكر ان ينهج نهج المعلمين بالاستقواء على الدولة والقانون والسلطة القضائية والتعنت الشديد والتطرف في الموقف وأسلوب الإملاء على الحكومة والمطالبة باذعانها .