التاريخ سجل صادق للفعال الحميدة ، وصحائف الزمن شهادات بحُسن الصنيع ، والأمجاد يخلدها الصادقون لسان الحق والحقيقة ، والأوطان لا يصنعها الأقوال بل الأفعال ، والذكرى العطرة لا يمكن إلا أن تعود للبروز بين ثنايا الأحداث وذكريات الزمن الجميل .
أسوق هذه المقدمة للحديث عن إحدى قامات هذا الوطن ، من ورث المجد كابرا عن كابر ، وما حفلت صفحات ذكره والأُلى من آبائه إلا بعبق الكرامة والشهامة وحسن الصنيع للأهل والوطن ...
نعم .. حين أكتب عن دولة فيصل عاكف مثقال الفايز ،رجل المبدأ ورجل الدولة الأنموذج .
ابن الكرام الأكارم ، تواضعا ودماثة خلق وطيبة مع هيبة ووقار .. ترعرع عليها في بيت كان مجمع خير وفخار ، لرجالات قبيلة نعتز بها وبأمجادها وبدورها في بناء الدولة وعنفوانها .
عرفناه في كافة المواقع التي تسلمها ، رجل إدارة وقيادة معا ،جمع مع نبل الأصالة ، طيب الخاطر وحسن المعشر وصدق الانتماء للوطن الأردن ،ولأهله الأردنيين الأوفياء.
عرفنا أياديه البيضاء ، ومكارمه الجمّة ، ومواقفه الصلبة مع الوطن والمواطن ، عرفنا صدقه وأمانته ، فلم يسجل في صحيفته شائبة تنال من أمانته وقوام أموره .
أكتب عن هذه القامة الوطنية ، لا للدفاع عنه أمام أولئك الأقزام ، الذين دفعهم ما ناله من شرف الرجولة وصدق الوعد وطيب السجايا ، الوفاء للوطن وأبناء الوطن ، وما حققه من المكارم وظيب الذكر والذكرى ، دفعهم هذا كله للتطاول الذي يكاد يقارب من يرمي النخلة الباسقة وهو تحت أقدامها ، لن ينال المجد إلا من دفعه إيمانه وانتماؤه الصادق وتراث أسرته الماجد ، وحسن الخصال ، أما الذين يعيشون في القماقم الحقيرة المظلمة دونهم والأمجاد وكبرياء الرجال ومكانتهم قصر نظرهم وقلة حيلتهم ... وهنا أقول لهم يكفيكم أن ما أُصبتم به من عشى بسبب الظلمة والرطوبة القماقم مانعا وحائلا دون من سما وارتقى إلى مصاف الرجال الرجال .
( فيصل الفايز ) قامة وطنية رسمت بفعالها خريطة المجد والكبرياء والتميز ، تشير إليها كل الأقلام الصادقة التي لم تلوث صدق الموقف دناءة كلماتها المعبرة عن نفوس تهولها الأمجاد ، ويقتلها حسد من شكّل على رقعة الوطن شعلة وضّاءة نعتز ويعتز الوطن بصنيعها .
فإلى هذا الرجل الرجل ، والقائد والزعيم الوطني تحية وإكبار من كل الخلصاء لعزة الوطن وكرامة أبنائه .