ينتظر المصريون لحظة بلحظة المعركة الكبرى بكرة القدم غدا على ستاد القاهرة الدولي وتتعلق قلوب المصريين بـ «الكورة» اكثر من اي واقعة او معركة اخرى حدثت في تاريخ الكرة المصرية حيث يلتقي الفريق المصري مع الفريق الجزائري لحسم الفوز ببطاقة التأهل لكأس العالم .
ومنذ صباح اول امس الاربعاء احتشدت الجماهير المصرية بعشرات الالاف امام مراكز بيع التذاكر العديدة ولو كان بيع التذاكر متيسرا لنفذت الى 120 الف بطاقة منذ الساعة الاولى لكن كان هنالك تقنين لبيع التذاكر رافقتها اتهامات من الجمهور بان هنالك سوقا سوداء وان هنالك كوتات لاعضاء اتحاد كرة القدم وكوتات وغير ذلك.
المهم ان درجة الانفعال بهذه المباراة على مدى الشهرين الماضيين غير مسبوقة ، والاهتمام الاعلامي طغى على اي حدث اخر بما في ذلك مؤتمر الحزب الوطني الحاكم مؤخرا الذي كان «سوق عكاظ» مثيرة لكنها لم تشد الجمهور المصري كما تشدها في الاسابيع الاخيرة الندوات والبرامج على التلفزيون حول مباراة الجزائر ومصر.
كل البرامج التلفزيونية ومقالات الصحف تحفز على الحماس للمباراة ولكن في نفس الوقت تذكر انها مجرد مباراة كرة قدم ، الا ان الكلام العقلاني لا يقنع الجماهير المتلهفة للنصر والتي لا تحتمل صدمة الخسارة ، وتظل الامنيات التي تتردد على مدى الشهرين بالدعوة للتمسك بالروح الرياضية وقبول النتيجة والاّ تؤدي الخسارة الى ردود فعل سلبية.. الخ. لقد تابعت عدة برامج على القنوات الفضائية المصرية في اليومين الماضيين حول احتدام الصراع للحصول على بطاقة حضور المباراة للمواطن المصري في مقاعد الدرجة الثانية ، وقد اعجبني ما قاله احد الاساتذة في تعليقه على هذا الموضوع حيث قال ان المواطن المصري البائس ليس لديه ما يفرحه في هذه الحياة وهو يتطلع ان يفرح ولو مرة وان يكون شريكا في «عرس» كرة القدم.. ويضيف: لا نكذب على انفسنا نحن الشريحة الميسورة والمستورة فلدينا اشياء كثيرة نتمتع بها وتفرحنا ، لكن المواطن المسحوق الذي هو مستعد لان يغامر بكل ما يملك ماليا للحصول على بطاقة حضور المباراة لا يوجد في حياته لحظة فرح غير هذه اللحظة المرتقبة.
وبالتأكيد فان ما يحدث ليس حالة خاصة وان كانت الظروف جعلت منها مسألة حياة او موت لكرة القدم المصرية على خلفية ان لكرة القدم سحرا خاصا في كل العالم وابرز اسبابه ان كل مشاهد لاي مباراة له رأي في المباراة وله نظرياته وتحليلاته للمباراة هذه وكل مباراة ، وكل واحد منا له رأي في مجريات اية مباريات وانتقاد الحكم والمدرب ولديه خطط يتمنى لو يسمعها الفريق الذي نشجعه وكل ذلك يكون موضع حديث مع من يشاركونه المشاهدة.
مصر كلها مشحونة وقلقة لان الفريق المصري يحتاج الى معجزة للتأهل ولا بد ان يسجل ثلاثة اهداف نظيفة بدون رد ليحقق التأهل واقله يحتاج الى تسجيل هدفين ليتعادل في النتيجة العامة مع الجزائر ولتعاد المباراة اما اذا سجل المصري هدفا واحدا في مرمى الجزائر فان الجزائر ستتأهل وهي ايضا تتأهل بالتعادل وتحصيل حاصل اذا ربحت.
ووضع الفريق المصري محرج وهو ما يولد هذا القلق من نتيجة هذه المباراة التي نضرع لله ان تمر على خير.
الدستور.