يقف زعيم معسكر اليمين بنيامين نتنياهو «اليوم» أمام مدّعي عام دولة العدو الصهيوني, لِيُدلي بأقواله في شأن التُهم الثلاث المُوجهة إليه. وهي كما بات معروفاً المُتأتية عن التحقيقات, في الملَفات التي تحمل الأرقام 1000، 2000، 4000، ما أسفَر عن اتّهامات بالرشوَة والإحتيال وإساءة الأمانة.
بذلَ نتنياهو ما استطاعه من جهود وضغوط وغيرها من ألاعيب يُتقِنها للتهرّب من المثول أمام نائب عام الدولة الذي قام بتعيينه, بعد ان كان «افيحاي مندلبليت» سكرتيراً لحكومته, وهو (مندلبليت) يميني مُتطرّف يلبس القُبّعة المَنسوجة, أراد نتنياهو من ترقِيتِه لِيكون له مثابة حائط صدّ, بعد ارتفاع الأصوات الداعية إلى التحقيق معه, في ما بدأت الصحافة تتحدّث عنه, في شأن الهدايا التي يَتلقّاها وزوجته من أثرياء يهود وأصحاب مصالح فضلاً عن اجتماعات سِرِيّة مع مالك صحيفة «يديعوت احرونوت» لتلميع صورة, وتسهيلات قدمها لبارون اتصالات مُقابل هدايا وتذاكر سفر.
كاد مندلبليت أن يُحقق «أماني» نتنياهو, فراح يُماطل في إجراء التحقيقات ولا يُلبّي مطالب فرع التحقيق في الشرطة, لكن وسائل الإعلام في دولة العدو (ما تزال وبخاصة المرئي منها والمقروء, صاحبة دور فاعل ومؤثر في المشهدين السياسي والحزبي)، لم تُوفّر المستشار القانوني من انتقاداتها اللاذعة على نحو لم يكن أمامه وبعد أن انتهاء تحقيقات الشرطة مع نتنياهو وزوجته والشهود المَلّك, الذين عقّد صفقة معهم مقابل تخفيف الحكم, وقامت (الشرطة) بالتوصية لديه عن توفّر أدلة دامغة تدين رئيس الحكومة، سوى قبول التوصية وإصدار تصريح عن احتمال توجيه لائحة اتهام رسمية, لكن بعد سماع شهادة نتنياهو نفسه. وكان أن حدّد الثاني من تشرين الأول 2019(اليوم) لجلسة الإستماع الأولى تليها جلسة يوم غد الخميس, وقام نتنياهو بطلب يوميْن آخريْن هما الأحد والإثنين المُقبلان, كي ينتهي من «سرديته» التي تنهض على مقولته المُتهافِتة..«لن يكون هناك شيء, لأنه لا يُوجد شيء أصلاً».
نتنياهو في مأزق خطير يهدد مستقبله السياسي, وكانت آخر مناوراته طلبه من المستشار القانوني أن تكون جلسات الاستماع...علنيِّة, إلاّ أن الأخير رفض.
لجوء نتنياهو لخيار الذهاب لانتخابات ثالثة, لن تشفع له ولا مناورة الدعوة إلى قيام حكومة وحدة وطنية مع حزب الجنرالات كاحول – لافان, لتحميله مسؤولية فشل اقتراحه, كي يُبرّر الذهاب إلى انتخابات جديدة, لهذا كشفت تغريدته الأخيرة عن انعدام حيلته ويأسه إذ جاء فيه: أنه لا يُوجد حل آخر أمامه سوى أن يكون رئيساً للوزراء في حين يتولى غانتس منصباً وزارياً ضمن حكومة وحدة»..غانتس من جِهته تعهّد بعدم المشارَكة في حكومة يرأسها رئيس وزراء يواجه تُهماً جِنائية..
ذهاب نتنياهو إلى السجن وارِد, إذا وعندما وُجِّهت له لائحة اتهام رسمية، ولكن صفقة عفو مع النيابة يَخرج خلالها من الحياة السياسية, تبدو أكثر احتمالاً في ظل المأزَق الذي يُواجِهه هذا الفاشي,وهو في طريقه لفقدان هالتهِ المُزيّفة, رغم كل ما حاولَه.
kharroub@jpf.com.jo
الرأي