حوار عربي إيراني تركي .. لم لا ؟
شحاده أبو بقر
01-10-2019 07:51 PM
الآن حصحص الحق ، وما كان خافيا على العرب وإيران وتركيا بات مرئيا رأي العين ، ويشكر "" ترمب " " تحديدا إذ يعلن وبوضوح كل يوم أن أميركا لن تحارب ايران ! ، وهي تكتفي بتشديد العقوبات وحسب ، فيما تطلق يد ربيبتها ( إسرائيل ) لضرب الوجود العسكري الايراني في سورية والعراق وبالذات الحشد الشعبي ، ولكن دونما إعلان مباشر .
الإستراتيجية الأميركية الإسرائيلية المستجدة ، هي تأجيج الخلاف والصراع العربي الإيراني في جانب ، والعربي التركي في جانب ، بمعنى هم يمارسون منهجية فرق تسد ، وهم يخططون لصراع وخلافات وحتى حروب عربية مع إيران بالذات ، ولا بأس إن امكن حتى مع تركيا .
الهدف هو إشغال سائر هذه القوى الإقليمية الكبرى ، العرب ، إيران ، وتركيا ، بخلافاتها ، وتأجيج سبل الصدام بينها لعقود وليس لسنين كما فعلوا إزاء الحرب العراقية الإيرانية التي وظفوا كل جهودهم لإدامتها لثماني سنوات كانت كفيلة بإنهاك الطرفين معا ، وهو ما عبر عنه المرحوم صدام حسين حين قال " كان بمقدورهم ، أي أميركا وأوروبا وقفها خلال أربع وعشرين ساعة ، لكنهم تركوها تستمر لسنوات "" .
التحالف الأميركي الأسرائيلي لا شأن له سوى بضمان قيام ما يسمى إسرائيل الكبرى وأمنها القومي كدولة يهودية ! ، وهذا يتطلب بالضرورة أنهاك العرب وأيران وتركيا عسكريا وإقتصاديا وإجتماعيا وبأيدي هؤلا أنفسهم خلقا لضغائن بينهم لن تمحوها عقود طويلة .
هذا يعني أن الساحة الإقليمية ستكون خالية لإسرائيل تصول فيها وتجول كيفما تشاء ، وهو يعني خدمة المصالح الأميركية أولا والغربية ثانيا ، وأستمرار توريد الأسلحة لجيوشها وحلب مقدراتها المادية ومنع حدوث أي نوع من التلاقي والتعاون بين الأطراف الثلاثة عربا وإيرانيين وأتراكا ، وضمان بقائهم مشتتين متناحرين متباغضين شعوبا وحكومات إلى ما شاء الله ! .
الصورة واضحة تماما ولا تخفى ألا على جهلة والكلام التوضيحي فيها كثير ويطول ، وهنا ، فإن ما يعنيني هو التساؤل المشروع من قبلنا نحن شعوب الإقليم كله ، عن مبرر تردد وإمتناع دولنا حتى الآن عن فتح باب حوار سياسي جاد بين العرب وإيران وتركيا ، ما دمنا جميعا مهددين حتى في مصائرنا ووجودنا من جانب مخططات أولئك ، وليس أقلها ما يسمونه صفقة القرن المشؤومة التي لا تراعي فينا نحن العرب إلا ولا ذمة ! .
بإختصار يعرفه الكافة من أحرار الإقليم والنابهين فيه ، فالعرب وإيران وتركيا ، هم اليوم وقبل فوات الأوان ، بأمس حاجة إلى إعلان مدو موجع للمخطط المعادي ضدهم جميعا ، إعلان عن حوار سياسي جاد صريح غايته حل المشكلات العالقة في ما بينهم ، والتأسيس لتضامن عربي تركي إيراني يوحد صفوفهم وكلمتهم ، ويكفل لهم كدول وكشعوب صد سائر المخططات الظالمة المعادية التي تسعى حثيثا لتكسير مجاديفهم كما تفعل الأن .
لو حدث هذا وهو ليس على الله ببعيد ، وعلى قواعد التعاون البناء وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي طرف ، والوقوف معا في صف موحد لإسعاد شعوبهم بما حباهاالله من ثروات مادية وروحانية وبشرية وحضارية لا تحصى ، نعم لو حدث هذا ، لما بقي شيء إسمه إسرائيل ولما تجرأ علينا جميعنا أحد على هذا الكوكب ، ولكانت لنا كلمة لا ترد وموقف لا يجادل فيه على موائد العالم كافة ، ولحلت مشكلاتنا الإقتصادية والمعيشية والسياسية والإجتماعية كلها ، ولما بقي في شعوبنا شقي ولا محروم .
ترى من يبادر ويعلق الجرس وأجره على الله رحمة بدُولنا وشعوبنا قاطبة ، لنرى وفورا كيف يخضع الآخرون لنا بدل أن نبقى متناحرين في مهب الريح وكما يريدون لنا جميعنا وكما يخططون لدمارنا وتخلفنا وإبقائنا في ركابهم أسرى لما يجول بخواطرهم وما يتمنون . نتمنى ذلك ، ومرة ثانية ، هو ليس على الله ببعيد . والله من وراء قصدي