بعد ما يقارب الشهر على إضراب المعلمين، تقدمت الحكومة خطوة إلى الأمام على أمل حل الإشكال القائم مع نقابة المعلمين، في الوقت الذي أعلنت فيه النقابة رفض ما تقدمت به الحكومة والتأكيد على استمرار الإضراب.
صحيح ان ما تقدمت به الحكومة لا يلبي طموحات المعلمين الذين نحترمهم ونجلهم، ولكنها خطوة جيدة في اتجاه تحريك هذا الراكد المستمر منذ بداية العام الدراسي.
نحن جميعا نقف إلى جانب المعلم، ولكن خطوة الحكومة تعتبر من باب حل الوسط حتى يجري استئناف العام الدراسي وعودة الطلاب إلى مدارسهم، فالحكومة تحركت باتجاه إيجاد حل مقبول، والنقابة مازالت تتمترس خلف جدار صلب وهذا ليس في صالح الجميع ولا في صالح الوطن.
الحلول الوسط مقبولة في الكثير من الأحيان، وهي خطوة بالإتجاه الصحيح لحلحلة الأمور وصولا إلى حلول نهائية تريح كافة الأطراف.
لا نريد للأمور أن تخرج من عقالها، ولا نريد لأي جهة استغلال ما يجري لمصالح ذاتية أو شخصية أو حزبية، فالطالب هو الحلقة الأهم، مع ضرورة ان تعود الأمور لطريق العقلانية والتفكير في الصالح العام.
خذ وطالب، مبدأ يجب أن تسير النقابة عليه، وعودة الطلاب إلى مدارسهم مع استمرار التفاوض مع الحكومة على علاوة الخمسين بالمئة، ولكن لا يجوز أبدا أن يستمر العناد مع وجود تقدم من ناحية الحكومة.
المرحلة تتطلب وجود العقلاء القادرين على احتواء الأمور وقبول ما هو مطروح من قبل الحكومة، وهو ليس بالطرح النهائي، ولكنها خطوة هامة يجب أن تقابل بالإيجابية من قبل نقابة المعلمين التي يجب عليها النزول من أعلى
الشجرة قبل أن نصل إلى وضع قد نندم كثيرا عليه.