في ظل كل ما قيل ويقال حول أزمة غير مسبوقة يشهدها قطاع التربية والتعليم في وطننا الحبيب وفي ظل سلسلة حوارات تبدأ وتنتهي لتعلن الاتفاق على مبدأ حوار جديد يحدد لاحقا يتخللها رسائل مبطنة لكل طرف سواء حكومة أو نقابة معلمين في ظاهرها إعلان موقف وفي باطنها جس نبض حول جدية الآخر في ما يمكنه أن يفعل محمولة بتحذير أو تهديد بلغة تتصاعد ويتقاسمها طرفا الازمة وبين وأمام وخلف وعلى جوانب الازمة ثمة طرف فرض عليه ان يتقمص دور الأغلبية الصامتة بكل براعة وهم الطلبة المعادلة الاهم في العملية التربوية والذين يمر الأسبوع الثالث على حرمانهم من الحق في التعليم.
في أيام الازمة الأولى تصدر عنوان مع المعلم المشهد وتعاطف غير مسبوق مع قضية المعلمين بعد أحداث الوقفة الاحتجاجية بالقرب من الدوار الرابع وما رافقها من خلل في إدارة المشهد من كلا الطرفين إلا أن النقابة استطاعت استخدام الاحداث جيدا وحشدت دعما شعبيا لقضيتهم في ظل ضعف إداري وإعلامي رسمي لإدارة الموقف ظل يستخدم لغة تقليدية وافكارا لم تنتج إلا مزيدا من التأزيم مبتعدة عن محور الازمة الرئيس وهم الطلبة ومن ورائهم من أهالي فضلا عن تصريحات حكومية تتحدث عن انهيار مالي إذا تم التفكير بصرف العلاوة ولكنها لم تتحدث عن الانهيار الاقتصادي الذي قد يسببه استمرار الازمة كلما زادت يوما بيوم فهل هذا الأثر يشاهده الجميع الا الحكومة الموقرة وهل النفس الطويل في التعاطي مع الازمة الذي تحدث عنه رئيس الوزراء عمر الرزاز يراعي هذا الأثر المباشر جراء استمرار الازمة.
خلاصة القول اليوم ونحن في نهاية لأسبوع الثالث من إضراب المعلمين فإن الحكومة والنقابة معا باتتا في موقف لا يحسدان عليه وكلاهما يريد النزول من على شجرة الازمة ولكن ليس معا فهم اصلا ما يزالان مختلفين فيمن صعد الشجرة قبل الآخر وبالتالي من ينزل قبل بمعنى من يقدم التنازل وفي سبيل دفع الآخر للتنازل تميل كفة الحكومة التي أبقت لغة الحوار في دائرة الموضوع والمهنة فيما برزت لغة خطاب شعبوية لدى النقابة باتت تغرد خارج سرب المهنة ومن هنا باعتقادي ستكون نقطة حلحلة الازمة إذ سيبدأ بعض القلة المتململة من داخل المعلمين من لغة الخطاب تلك بالتوسع والتغيير في المشهد من داخل النقابة فلا اعتقد ان غالبية المعلمين يرضون بأن تخرج مطالبهم عن حدودها وان يبقى توجهات سياسية وآراء طرحت على لسان المتحدث باسمهم ويبقى على الحكومة حسن إدارة الازمة من منتصف طريق الحل وتقديم وعود باطار زمني واضح أو تصور يعالج الاختلالات التي خرج المعلمون من أجلها وعلى رأسها تحسين الوضع المادي.
sad_damesr83@yahoo.com
الرأي