رحمه الله من واسع رحمته، شاركوني الأجر بالرحمة على روحه الطاهرة، جزاكم الله خير الجزاء.
كنتُ في الصف الأول الإبتدائي ، وأنا إبنه الأكبر- البِكْر- ، كان يُجالسني وقت دراستي، ويقوم بتعليمي القراءة ، الكتابة والحساب !!، ومن ثم الأحرف باللغة العربية والإنجليزية وأيضاً الأرقام !!.
كان ذكيَّاً ورائعاً بطريقة تعليمه لي، ذَا أسلوب لإيصال المعلومة لي بأسهل الطُرُق والوسائل !!، حافظاً للقرآن الكريم ، لا يصعب عليه سؤال في أية مادة دراسية أحتاج سؤاله عنها !!!.
لم يكن يحمل شهادة علمية !!، لكنه كان يُنافس من يحمل شهادة الدكتوراة بغزارة علمه !!. ولا يستطيع من يحمل الشهادة العلمية بحوارٍ علمي معه !!.
سألته ذات يوم عن كيفية دراسته السابقة في زمانه !!!، أجابني مبتسماً ، لدى الكتاتيب !!!، لم أعرف معنى كلامه، ولا كلمة الكتاتيب !! ، فإرتسمت إبتسامته ، وأضاف قائلاً، الكُتَّاب !!!، وتابعت ماذا تعني كلمة الكُتَّاب ؟!!!.
فأجابني ، شيخ في الحارة !!، كنتُ أذهب إليه وبعض الصبية من الجيران ، آخذ معي بيضة، صحن أكل، بعض الفاكهة !!!، وأُقدِّمها له بدل الدرس !!!، فالعلم يُؤتى ولا يأتي !!!، وهكذا تعلمَّت القراءة والكتابة والحساب ، وحفظت القرآن الكريم !!!.
في عصرنا الحاضر، يُنهي الطالب - أحياناً- الدراسة الجامعية ولا يعرف قراءة سورة الإخلاص !!، يكون في الثانوية العامة ولا يعرف قراءة سورة الفاتحة أو كتابة إسمه !!!.
كان مالك بن أنس ، طلابه يفوق عددهم ثلاثة آلاف طالب !! ، لم يكن يشترط راتباً أو أجراً !!، وكان طالبه يتفوق بالعلم على من لديه الشهادة العليا في عصرنا الحاضر !!!.
فهل تعليمنا أفضل الآن ؟!!!!.