رحل الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك أحد أكبر شخصيات اليمين الفرنسي عن عمر ناهز ال86 عاما .
شكل رحيل شيراك حدثاً مهماً
في فرنسا، فقد قام الرئيس ماكرون بإلغاء زيارته إلى مدينة روديز، في إطار "الحوار الوطني الكبير"، وقرر مخاطبة الفرنسيين.
جاك شيراك يحظى بشعبية كبيرة لدى الفرنسيين على الرغم من الصعوبات السياسية التي رافقت فترة ولايتيه الرئاسيتين (12 سنة) ١٩٩٥-٢٠٠٧.
جاك شيراك كان ديغوليا، وقد أسس الحزب اليميني "التجمع من أجل الجمهورية"RPR العام 1976 وتمكن من الفوز بتشريعيات 1986 ليفرض "سياسة التعايش" على الرئيس ميترانْ. في فترة ولايته الثانية تغير اسم الحزب ليصبح "الاتحاد من أجل حركة شعبية"UMP (الجمهوريون حاليا). ويشكل حزب "الجمهوريون" استمرارا للميراث السياسي للرئيس الفرنسي الراحل الجنرال شارل ديغول والذي يجمع بين المواقف الوطنية المعتزة بفرنسا وبين وجود نزعة لاستقلال القرار السياسي عن الهيمنة الأميركية في الغرب.
بدأ حياته السياسية مستشارا للرئيس جورج بومبيدو، وأصبح رئيسا لحكومة جيسكار ديستان، وانتخب عمدة لباريس لمدة حوالي العشرين عاما، ثم انتخب رئيسا لفرنسا لفترتين رئاسيتين .
في العام 1997 حل شيراك الجمعية الوطنية (البرلمان الفرنسي) الذي كان يحظى بأغلبية يمينية قوية، وقد أدى هذا إلى خسارته للكثير من المؤيدين في الانتخابات البرلمانية، ما اضطره إلى ما يُسمى التعايش السياسي مع برلمان سيطر عليه الاشتراكيون.
كان جاك شيراك معروفاً بقوة مواقفه السياسية، وكان رافضاً للهيمنة الأميركية في السياسة الدولية.
لعب دوراً كبيراً في توطيد العلاقات بين فرنسا والشعوب العربية، وكان مؤيداً للفلسطينيين ولقيام دولة فلسطينية، وتركت زيارته الشهيرة للقدس ووقوفه في باحة المسجد الأقصى وتحديه للجنود الإسرائيلين الذين كانوا يحاولون منعه من مقابلة الفلسطينيين أثراً كبيراً عند العرب.
كما كان شيراك من أشد معارضي الغزو الأميركي للعراق العام 2003، وكان له أيضاً مواقف مع اللبنانيين عندما دعم شيراك انتفاضة 14 آذار/ مارس 2005 وقاد في العام ٢٠٠٦ اتفاق وقف إطلاق النار.
شيراك شخصية فذة ومفصلية في الحياة السياسية الفرنسية والدولية. ومن أكثر المواقف السياسية التي ستبقى محفورة في ذاكرة العرب، هي عندما استخدم ممثل الديبلوماسية الفرنسية دومينيك دوفيلبان حق النقض في مجلس الأمن وتصويته بـ”لا” عشية اجتياح العراق.
تاريخ مشرف جعل من هذه الشخصية السياسية الفرنسية تحظى باحترام واسع على المستوى الداخلي والدولي في آن واحد، وتسجل في سفر التاريخ اسم زعيم خالد.