في الإحصاءات أن هناك 1.635 مليون رجل عازب في الأردن، أتعلمون أنه بالمقارنة مع الصين فإن عدد العزاب في الأردن أكبر بثلاث مرات من عددهم في الصين فهناك 500 ألف رجل وإمرأة تعدوا سن الزواج هناك، حتى نسبة الى عدد السكان والصين الأكبر في عدد السكان في العالم الأردن يتفوق.

نتائج الإحصاء الأخير للحالة الزوجية غريبة لكنها مقلقة فالقدرة على الزواج تحددها الظروف الاقتصادية وليس فقط البحث أو عدم العثور على شريك الحياة او شريكة الحياة المناسبة.

في الأردن يفضل الرجال المرأة العاملة، لتعينه على تكاليف الحياة أو لتدبر أمورها بنفسها بعيدا عن راتبه أو لتعيل الأولاد معه لكن في الصين الأمر مختلف فهو ناتج بالأساس عن التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها الصين، والتي أسهمت في تحرر المرأة من تبعية الرجل ورفعت من مكانتها عبر تعليمها وخروجها لسوق العمل وتعاملها بندية مع الرجل والزوج، بالإضافة إلى ظاهرة انشغال الشباب في العمل أو صعوبة إيجاد نصفه الثاني الذي يحلم به.وحتى يستطيع العزاب الخروج من هذه المشكلة التي ترجع عليهم بأضرار نفسية ومشاكل اجتماعية أخرى، قرر الشباب الصينيون الاحتفال بـ «عيد العزاب»

أسباب الزواج في الأردن والعالم العربي مختلفة تماما، وليس هنا مكان شرح الأسباب التي لو أسهبنا فيها ربما لكيلت لنا عديد تهم ولقادنا أحدهم الى المحاكم.

«عيد العزاب»، يوم خاص للاسترخاء، وفرصة للعثور على الشريك المثالي، وأمل في توديع عصر الوحدة والعزوبية في وقت مبكر. أظن أن على العزاب الأردنيين الاسترخاء أيضا، لكن الفرق هنا أن الشاب الصيني ينهمك في العمل حتى أخمص قدميه أما في الأردن فيشتغل في البطالة ويمضي جل وقته على مواقع التواصل يفرغ فيها شحنات الغضب على المجتمع وعلى الحكومة وعلى المتزوجين وعلى غيرهم من الجمهور.

أيضا من الطرائف أن العزاب في الصين ينتهزون عيد العزاب من أجل مزيد من الإنفاق فما لا يستطيعون إنفاقه على العائلة ينفقونه على أنفسهم والشعب الصيني شعب إستهلاكي رفيع ينفق مليارات الدولارات على التسوق عبر الإنترنت لشراء أي شيء في «عيد العزاب».

فمثلا أعلنت مجموعة التسوق الإلكتروني الصينية «علي بابا» أن مبيعات التجزئة عبر منصتها الإلكترونية تجاوزت 19 مليار دولار بحلول منتصف عيد العزاب.

أما المنافس الرئيسي «جيندونغ» أو «جيه دي دوت كوم»، والذي يتابع المبيعات بداية من الأول من نوفمبر حتى يوم العيد، فقد تجاوزت مبيعاته 16.7 مليار دولار.

لسلوك العزاب في الأردن نكهة مختلفة، فمع ندرة أماكن السهر والترفيه ومع شح المال، يكتفون بلعب الورق في المقاهي الشعبية .

الرأي