بدائل تنهي كل ما هو جميل!
سهير بشناق
27-09-2019 12:31 AM
عندما نبحث في ايامنا ؛عن البدائل ونبدأ باكتشافها من حولنا تتغير اشياء كثيرة بنا نصبح اقل قناعة بما نملك كأننا نودع ونختار ان نرحل عن كل ما يعيش بايامنا من وجوه احببناها وقلوب كانت في ما مضت تعني لنا العمر كله
عندما نبحث عن البدائل نحن نشعر بنقص ما يعترينا سواء بعلاقاتنا بمن حولنا وبمن نحب.
نبدأ رحلة البحث والاكتشاف للاخرين نتلمس لديهم ما نتمناه ان يكون لنا ولا نجده عند من نحب ومن يعيشيون باعماقنا.
فتلك الامنيات؛ نريدها أن تأخذنا الى أماكن اخرى من البدائل.... نعتقد ان تلك البدائل هي ما نستحقه لانها تمنحنا ما نريد ولا يمنحنا اياه من نحب.
تاخذنا امنياتنا الى قلوب جديدة ونفوس بديلة، عمن احببناهم لنحيا تجارب جديدة.
.. وصلنا لمرحلة ما من العمر بدأنا بها نتوقف كثيرا امام حاجاتنا وآمالنا.... بدأنا نتلمس العمر ورحلته بطريقة مختلفة نبحث بها عن السعادة بتفاصيل معينة لم تكن بالسابق تعنينا كثيرا لاننا كنا نحيا بالحب كمعنى وليس كتفاصيل صغيرة.
بدأنا نتعامل مع سنوات اعمارنا وكأننا في سباق مع الزمن علينا ان نبحث عن سعادتنا كما بدأنا نراها اليوم وبتلك المرحلة العمرية من سنواتنا التي نرى بها الحياة بطريقة مختلفة ،الى ان تبحث عيوننا عن بدائل اخرى قد تحقق لنا ما نريده وتمنحنا حياة اخرى مختلفة عما نحياه.
البدائل خيارات تحيا دوما بانفسنا وتراودنا بمرحلة ما بالعمر.
فالرجل يعيشها بتفاصيلها كحالة تنقله الى ما يتمناه.... كحياة اخرى تبعده عن متاعب الايام وهمومها.... يبحث عن بدائل اخرى يجد ذاته بها... كحالة ما تمنحه السعادة بلا حدود وبلا قيود ليكون هو فقط محور تلك الحياة لا شيء اخر
حالة ما يحاول بها ان يستعيد رونق سنوات عمره السابقة.... ان يحلق بعيدا عن الواقع ويحيا بتلك التفاصيل الصغيرة التي يبحث عنها
والمرأة بمرحلة ما من عمرها بعد ان تكون قد منحت كل ما تملك من عطاءات متكررة وحب وتفهم وتضحيات تبحث عن البدائل لكنها بدائل لا تعاند بها حياتها ولا تاخذها الى اماكن اخرى تتجاهل بها مشاعرها وقناعاتها.
هي تبحث عن كل ما يمنحها السعادة والخصوصية بحياتها كأن تجد اوقاتا خاصة لها تمنحها الشعور بالسعادة بوقت لم يكن هذا الامر متاحا لها من قبل برفقة صديقات.... باحتساء قهوتها بهدوء.... بالخروج من دائرة الروتين اليومي الذي تحياه.... بالابتعاد قليلا عن كل من حولها لتستعيد قدراتها على العطاء من جديد ولتشعر انها تستحق كل هذا الوقت لتكون هي وليس غيرها فقط.
لكنها بالبحث عن البدائل لا تبتعد كثيرا عن حدود حياتها لا تغلق صفحات العمر كلها امام بدائل اخرى تحت مسميات التجارب الاخرى
لا تحرق قلب من احبت.... ولا تقف على حافة العمر الاخرى متجاهلة القلوب التي تحبها والتي لا تزال تحيا بهذا الحب
هي كالرجل تماما تدرك انها تستحق السعادة،وتدرك ان بعض التفاصيل بالحياة تنعش القلوب وتغير الايام ولكنها اكثر قناعة بما حولها وبحياتها تعلم جيدا ان الانسان يبحث عما يفرحه وان المقارنة بين الاخرين والرغبة بحياة مختلفة احلام جميلة تراودنا نشعر امامها احيانا بالنقص ونسعى دوما لتحقيقها لكنها تدرك ايضا ان البدائل تاخذنا الى خيارات صعبة والى تجارب تكلفنا حياتنا كلها بعدها لا نعود ابدا كما كنا لاجل ان نعيش تفاصيل اخرى هي ليست بعيدة عن ايامنا التي نحياها لكننا غير قادرين على ان نلتقطها ونعيدها الينا لان الحياة تتغير وكل ما حولنا يستنفد قوانا على رؤيتها والابقاء عليها .
البدائل بالحياة من حولنا.... ومن نحبهم هم ايضا حولنا احلامهم كاحلامنا وبحثهم عن السعادة تماما كبحثنا نحن عنها
لكن كل ما اتسعت مساحة البحث عن البدائل وكلما حاولنا اقناع انفسنا بانها ستكون الاجمل وانها المحطة والفرصة الاخيرة لنا لنشعر بانفسنا فقط كلما اقتربنا اكثر واكثر من النهايات،نهايات العلاقات الجميلة..
الرأي