facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




من خلق أميركا خلق غيرها


شحاده أبو بقر
26-09-2019 11:09 PM

هذا الزمان هو زمان سياسة ( العين الحمراء ) في العلاقات الدولية ، ومرة ثانية نقول إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب ، وبالذات عندما يركب كبار القوم رؤوسهم فلا يسمعون ولا يرون إلا ما يعتقدون مخطئين أن فيه مصالحهم ، ومن بعدهم فليأت الطوفان ! .

أميركا اليوم برئاسة ترمب وإسرائيل بزعامة اليمين المتطرف ومعه سائر المتشددين ، يصمون أذانهم تماما عن الإستماع إلى صوت العقل والمنطق والحق ، وهم ماضون وبلا تردد نحو تطبيق نهائي لما يسمونه صفقة ، حتى وهم يعرفون أن الصفقة ليس فيها ذرة سلام عادل يسعى إليه العرب ومعهم سائر المنصفين في هذا العالم ، وأن نتائجها على المدى القريب والبعيد وبال على أسرائيل قبل العرب ، ومع ذلك يذهب بهم منطق الشعور بالقوة والغطرسة إلى رفض أي إقرار بالحق .

لا ، الله الذي خلق أميركا خلق مثلها وأحسن منها أيضا ، والزمن الراهن يقول صراحة أن سياسة الركون ألى أميركا الحالية ومجاملتها والحديث معها طويلا علها تعود لجادة الحق والصواب ، لم تعد سياسة مجدية في ظل عنادها وتنكرها لحقوق البشر ، ومن هنا فلا بد من تجريب سياسة العين الحمراء ليس معها وحدها ، وإنما مع كل من هو على شاكلة سياستها الراهنة .

يسعدني جدا كمواطن أردني عربي أن أسمع عن قمة أردنية روسية وشيكة ، وروسيا هي أكثر دولة عظمى تتفهم مواقف الأردن مما يسمى بصفقة ومن قضايا المنطقة كافة ، وجلالة الملك يحظى من لدن الرئيس الروسي وفي بلاده بالذات ، بأحترام وتفهم كبيرين وعلى كل مستوى وصعيد .

نعم ، هذا زمن يتطلب سياسة العين الحمراء ، فألف عين تبكي ولا عين أمي ! ، ومن يريد العبرة ، فليتابع سياسة إيران إزاء أميركا ليرى كيف يجهد ترمب وبومبيو وغيرهم كل يوم في التأكيد على الرغبة في التفاوض مع طهران التي لا تتردد في تحديهم كل يوم دون أن يرف لها جفن ! .

ترمب ونتنياهو وأعوانهم في أميركا وفي أسرائيل لا يتفهمون منطقا سوى منطق القوة والتحدي كي يفكرون مليا قبل الإقدام على تنفيذ مخططاتهم ، ولو مارس العرب المشتتون سياسة الرفض والتحدي ، لما نقلوا سفارتهم إلى القدس ولما ضموا الجولان ولما عطلوا حتى الآن تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي بحق التمرد الحوثي في اليمن ولما تجرأت إسرائيل على سورية والعراق كل يوم دون أن تقترب من لبنان الذي تعرف أن فيه ما يمنع ! .


نعم الأردن ليس دولة عظمى وهو مثقل بالمشكلات والتحديات وجلها من صنع أيديهم ، لكنه يملك أن يقول لا وألف لا عندما يتعلق الأمر بمصيره وبوجوده وبالقدس وبفلسطين وبقضيتها المظلومة منذ ثمانية عقود حتى الأن وسط صمت ونفاق عالمي جلي .

نشد على يد جلالة الملك ، وأميركا اليوم واليوم بالذات ، لا تتفهم سوى منطق التحدي والعين الحمراء ، والمجتمع الإسرائيلي الذي لا نكلف نفوسنا كعرب بمخاطبته بما يجب ، مجتمع يتململ وخائف وهو يدرك تماما أن ما يسمى صفقة ليست في صالحه أبدا ولو بعد حين غير بعيد . وليس في عالم اليوم مستحيل صعب الركوب في مواجهة من لا يحترمنا كأمة ومن يسخر منا ومن تاريخنا وحضارتنا ولا يرى فينا سوى مصدر تمويل لما يريد وفي غير صالحنا ولا مصالحنا ! .

جلالة الملك ، الله الذي خلق أميركا خلق غيرها ومن هو أحسن منها ، وهي اليوم بالذات ، مكروهة على إمتداد الكوكب ، ومن تغطى بإرادة شعبه وأمته ، لا يخشى أية قوة على الكوكب مهما بلغ جبروتها ، فتوكل على الله ، ونحن جميعا أردنيين وفلسطينيين وعربا معك ، فأصنع القدوة للخروج بالعرب من غفلتهم وإرتهانهم لمن لا يقدرهم ولا يسمع صوتهم ويتجرأ عليهم وعلى مصالحهم كل يوم وحتى ساخرا ومستخفا والعياذ بالله .

نعم جلالة الملك ، هؤلاء الظلمة لا ينفع معهم سوى التحدي وبالحق ، فنحن على حق طال صبرنا وهم يرونه ضعفا وهوانا.

لا العرب لم يموتوا بعد ، وما بينهم هو في معظمه ( زعل خشوم ) لم يعد مبررا أبدا في هذا الزمن الصعب ، والأردن وطن وجد ليستمر ويبقى الى يوم الدين ، وفلسطين في فهم سائر شعوبنا عربية من بحرها وإلى نهرنا الخالد ، ومن توكل على الله فهو حسبه ولن يخذله أبدا أبدا ، فلا نامت أعين الجبناء





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :