facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




البترول الاخضر الأردني ، الأردنيون يشمرون عن سواعدهم لقطف ثمار (17) مليون شجرة زيتون


د.حسين الخزاعي
11-11-2009 04:06 AM

سعدت ايما سعادة عندما اتصل بي الاستاذ والخبير الاجتماعي عصام زواوي يدعوني للمشاركة في برنامج " فرسان التغيير " الذي تبثه الاذاعة الاردنية ، وخصص موضوع الحلقة للحديث عن القيم الاجتماعية التي تعززها مبادرة وزارة التربية والتعليم في مشاركة طلاب المدارس في اليوم الوطني لقطاف ثمار الزيتون الذي يصادف الاربعاء 11/11/2009 ، وازدادت سعادتي عندما وجدت نفسي الى جوار مجموعة من فرسان التغيير الطموحين المبدعين من شباب الوطن الذين يصلون الليل في النهار طلبا للعلم والمعرفة وبذل اقصى الطاقات والاستفادة من جل وقتهم لتطوير الوطن في كافة الميادين ، واكتملت سعادتي عندما وجدت من بين هؤلاء الشباب من تشرف بمرافقة جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله في زيارته الاخيره الى ايطاليا وهو الطالب " راكان وليدات " الطالب في كلية الطب سنة خامسة في الجامعة الاردنية والذي اتحفنا في مداخلاته وحديثه الطيب عن تجربتة في مرافقة جلالة الملك في زيارة خارج الوطن والتي وصفها قائلا : " انها من التجارب التي ستبقى خالدة في حياتي لانها كشفت لي مدى تواضع جلالة الملك عبد الله الثاني ودعمه وتقديره للشباب الأردني ، فجلالته عندما وصف الشباب بانهم فرسان التغيير لم يطلق هذا الوصف من فراغ ، بل لان جلالته يرى في الشباب الاردني مستقبل الوطن لان لديهم طاقات وقدرات خلاقه يعنز بها جلالته ويدعو دائما كافة الجهات الرسمية وغير الرسمية لدعم الشباب واتاحة الفرصة ليساهمو بشكل فاعل في بناء اردننا الحبييب " انتهى اقتباس كلام الطالب راكان ، وسعدت لمشاركة الشابة المبدعة سوسان الحلو من الجامعة الاردنية الالمانية والتي تتخصص في مجال الهندسة الطبية ، والشاب محمد الخمايسة الذي تخرج حديثا من الجامعة وهو ناشط في المجال التطوعي والاجتماعي .

كان الحوار الاذاعي الذي بث على الهواء مساء الاثنين (9/11/2009) لمدة ساعة غنيا في المعلومات والمشاركات والمداخلات الهاتفية ، فالاتصالات لم تتوقف حتى بعد انتهاء مدة البرنامج ، وشارك في المداخلات الهاتفية مدير التربية والتعليم في محافظة جرش، ومدير زراعة جرش ، وناشطون في العمل التطوعي من غور الصافي واربد والكورة , وكان اسلوب الاستاذ الزواوي ممتعا في طرح الافكار والتساؤلات واستحضار التجارب والمعلومات حتى ان المتصلين في البرنامج عندما كان يحاورهم كانوا يجيبوه بانك من اصحاب الخبرة ولديك اطلاع كبير في الزراعة .

عند الحديث عن اليوم الوطني لقطف ثمار الزيتون ، نتحدث عن يوما اردنيا بكل معنى الكلمة ، حيث يشارك في فعاليات قطاف ثمار الزيتون ابنائنا فلذات اكبادنا من مختلف المدارس في محافظات المملكة كافة ، وابدع وزير التربية والتعليم الدكتور محمد المعاني عندما اعلن في الشهر الماضي عن اطلاق حملة قطاف الزيتون ، واوعز الى مديريات التربية والتعليم لمشاركة الطلبة لتوثيق علاقاتهم بافراد المجتمع المحلي .
وفي الأردن تعتبر شجرة الزيتون من الأشجار ذات الأهمية الكبرى في قطاع الأشجار المثمرة ، وتدعم الاقتصاد الوطني بحوالي 100 مليون دينار اردني ، إذ بلغت المساحة المزروعة بالزيتون لعام 2008 حوالي 1.276 مليون دونم، وهذا يعادل حوالي 72 % من المساحة المزروعة بالأشجار المثمرة، وحوالي 34% من كامل المساحة المزروعة في الأردن. كما بلغ الإنتاج من ثمار الزيتون حوالي 168 الف طن، ومن الزيت حوالي 21 الف طن. والذي يثلج الصدر حرص الاردنيين على الاهتمام والاستمرار في زراعة الزيتون حيث كان عدد اشجار الزيتون (10) ملايين شجرة في عام 2001 بينما يقدر عدد أشجار الزيتون بالأردن بحوالي 17مليون شجرة في عام 2008 ، وتعتبر شجرة الزيتون مصدراً لرزق شريحة كبيرة من المزارعين والعاملين في هذا القطاع, كما وترتبط هذه الشجرة المباركة بحياة وعادات المجتمع الأردني وتعتبر جزء من تاريخه وثقافته وتراثه حيث لا تخلوا المائدة الأردنية من الزيتون وزيت الزيتون وبشكل يومي. ويعمل في رعاية وعناية هذه الاشجار والاعتماد عليها في النفقات وتدبير امور الحياة (40) الف اسرة اردنية تعيل ربع مليون مواطن اردني .
ولزيت الزيتون فوائد أثبتتها الدراسات الطبية الحديثة، مؤكدةً تأثيره الفعال في علاج الأمراض المختلفة وخاصة الحفاظ من امراض الشيخوخة المتعددة ، ويحتوي على كمية من فيتامنيات (أ، ك، هـ) المضادة للأكسدة والتي تمنع التجاعيد ، وتحافظ على طراوة الجلد ونعومته يزيل تجاعيد وترهلات البشرة، يحارب زيت الزيتون الدهون والكوليسترول الضار في الجسم؛ فملعقة منه يوميًّا تساعد على تنظيف الشرايين من الدهون غير الحميدة وتزيد من الدهون الحميدة التي يستنفذها الجسم في عملياته المختلفة، ويوفر وقاية جيدة من تجلط الدم وتصلب الشرايين.يحسن وظائف الكبد، وهو أفضل علاج لدهون الكبد ، والقائمة تطول في ذكر فوائد الزيت والزيتون للجسم .

وتشير أغلب الدراسات إلى أن الموطن الأصلي لشجرة الزيتون هو شرق المتوسط، وبشكل خاص الأردن وسوريا وفلسطين، وتعتبر الاردن واستنادا الى تقارير عالمية مدعمة في اكتشافات اثرية دولية الى ان الاردن وتحديد منطقة رم كانت اقدم منطقة زرعت الزيتون في العالم في عام 4200 قبل الميلاد اي في عصور ( النحاسي والبرونزي والحديدي والنبطي ). ويعتبر الأردن أحد المواطن الطبيعية لزراعة الزيتون في منطقة الشرق الأوسط، ويدل على ذلك وجود أشجار الزيتون الرومانية في مناطق مختلفة من الأردن ، والزائر الى بعض قرى محافظة البلقاء ولواء الكورة وبني كنانة في محافظة اربد وقرى محافظة عجلون وجرش ومحافظة الطفيلة يتمتع بجمال وروعة شجر الزيتون الروماني . وتسحره زيارة بعض معاصر الزيتون الحجرية التي كانت تستعمل لعصر ثمار الزيتون في العصر الروماني. ويطلق الاردنيون على صنف الزيتون " النبالي" اسم " الرومي" في كثير من الأحيان دلالة على القيمة التاريخية والأصل الوراثي لهذا الصنف.
وبعد ،،، اليوم يوما اردنيا بكل معنى الكلمة ، يوم قطاف ثمر الزيتون ، قيم جميله يتعلمها طلبة المدارس من خلال مشاركتهم اصحاب المزارع في قطاف شجر الزيتون ، عندما يشاهدون كيف يشمر الاردنيون عن سواعدهم ويشاهدون سحر وجاذبية ومتانة العلاقة وقوتها والغزل والحنان والحب الذي يدور بين المزارعين وشجر الزيتون ، والقطف المتقن المدروس الهاديء لهذه الاشجار ، عرس اردني يجسد كل مشاعر التكاتف والتكافل والمساعدة والاحترام والتعاون ، ويرسم الصورة النبيلة المشرقة التي تجمع ابناء هذا الوطن في العمل والمساعدة والتعاضد ، وحب الارض ، والعناية بالشجرة ، وتقدير مكانة وقيمة العمل واهميته في الحياة ، دروس نبيلة معطاءه تترسخ في ذاكرة طلبة المدارس المشاركين في قطف ثمار الزيتون ، يوم لا ينسى لان فيه الخير والعطاء والعهد المتواصل للحفاظ على تراب الوطن وحمايته والدفاع عنه ، تجربة لا تنسى سينقلها الطلبة الى ذويهم واخوتهم في المنزل ، سيتشوقوا الى قدوم هذا اليوم في الاعوام القادمة ، لان هذه المشاركات ترسخ قيم التنظيم في العمل والتنافس الشريف والالتقاء خارج اسوار المدرسة وتعزز العلاقات الطيبة بين المجتمع والمدرسة وتحفز الطلبة على الحفاظ على الاشجار ورعايتها والاهتمام بها ، يوم قطاف ثمر الزيتون ، يوم حصاد كنز من كنوز الاردن ، فالزيتون الاردني هو الذهب الاخضر النقي الصافي ، ولانه نقي صاف له مذاق مميز فانه ينافس كافة انواع الزيتون في العالم ويتغلب عليه . لنجعل اعظم الدروس التي نستفيد منها في هذا اليوم بان تكون فزعاتنا ونخواتنا وتكاتفنا واصطفافنا موجها لخدمة الوطن وعمل الخير واصلاح ذات البين واحترام الاخرين .
مسك الكلام ،،، تستحق وزارتي الزراعة والتربية والتعليم والقيادة العامة للقوات المسلحة الاردنية وكافة الجهات المشاركة في اعداد وتنظيم اليوم الوطني لقطاف ثمار شجر الزيتون والذي سيشارك فيه طلبة المدارس في مبادرة ريادية تعزز التكافل الاجتماعي ، تستحق الشكر والتقدير على الجهود التي قامت بها لانجاح فعاليات هذا اليوم الوطني والذي يعتبر بشارة خير لجهود ونشاطات تعاونية مستقبلية في مجالات اخرى متعددة لخدمة الوطن .حفظ الله الوطن ، وقائده الانموذج الملك عبد الله الثاني.

الكاتب : استاذ مشارك – تخصص علم اجتماع – جامعة البلقاء التطبيقية

Ohok1960@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :