معرض فني لإثبات أن فان غوخ لم يكن وحيداً معذباً
26-09-2019 09:11 AM
عمون - في صيف 1879 كان فينسنت فان غوخ يعيش في بوريناج، المنطقة الفقيرة في بلجيكا، ويعمل كاهناً، وجلس لكتابة خطاب شكر لأخيه ثيو، الذى زاره قبل ذلك، وقال له فيه: "أنا بحاجة إلى علاقات صداقة أو عاطفة أو رفقة ثقة، لا أستطيع الاستغناء عنهم"، هذا الخطاب واحد من الرسائل المعروضة، في معرض هولندي، عن الرسام الشهير.
ويقام المعرض الذي يستمر إلى 12 يناير (كانون الثاني) 2020، تحت عنوان "فان غوخ: الأصدقاء والأسرة والموديلات"، في متحف نورد برابانتس في دن بوش، حسب موقع "آرت نيوز".
وتقول أمينة المعرض، هيلويز بيرغر إن الوقت حان "لإعادة الحق إلى مجموعة واسعة من الناس عاشت حول فان غوخ"، ومن هنا يكشف المعرض الدعم الذى تلقاه فان غوخ من عائلته، وأصدقائه عاطفياً، ومالياً، واجتماعياً.
وقالت بيرغر إن المتحف يحاول تحديث الصورة النمطية عن الرسام الهولندي: "نهدف إلى وضع حد لصورة فان غوخ الفنان الوحيد المعذب".
منبوذ
ومن خلال ما يقرب من 100 قطعة، بينها 16 لوحة أصلية لفان غوخ و17 اسكتش، ورسائل شخصية ولوحات لأصدقائه، يقدم المعرض نظرة حميمة على صداقاته مع زملائه الفنانين مثل إميل برنارد، بول سيناك، وأنتون فان رابارد، الذى كان رئيسه في فرع معرض Goupil & Cie للفنون في لاهاي، ووجهات نظر تلاميذه، الذين وصفوه بالصارم، واللعوب، جنباً إلى جنب مع أصوات العديد من النساء المهمات في حياته.
وقال أمين المعرض، سغاران فان هوغتن: "صورة الفنان فان غوخ متشكلة منذ زمن وموضوعة في إطار أنه لم يُقدر في الحياة، وهي صورة غير صحيحة، إذ كانت له علاقات قوية في الأوساط الفنية، وروابط وثيقة مع عائلته، إلا أن صورته منبوذاً استمرت في أذهان الجمهور، بسبب الأفلام الشعبية، من فيلم "شهوة من أجل الحياة" لفينسينت مينيلى فى 1956، إلى جوليان شنابل في 2018 "عند بوابة الخلود"، حافظت على هذه الأسطورة".
وكان فان غوخ ينتمي لعائلة متدينة وبارزة اجتماعياً، وقال فان هوغتن "كان عليهم أن يكونوا قدوة في القرية التي يعيشون فيها، لذا كانوا صارمين، نعم، لكن دافئين وعاطفيين كذلك".
امرأة
وفى المتحف يكرس جدار كامل للرسومات الشخصية التي رسمها فان جوخ لـ "سيين هورنيك" السيدة التي التقاها بلاهاي في 1882، ووصفها لأخيه ثيو، في رسالة فقال عنها: "هجرها الرجل الذى كانت تحمل طفلته".
وقال فان هيوغتن "كان فان جوخ سعيدًا للغاية عندما عاش مع سيين وكان لديه طفل صغير يزحف عبر الاستوديو".
كما تكمن علاقة فان غوخ الحميمة مع الفنان بول غوغان في المعرض لفترة قصيرة، وأولى بدل ذلك اهتماماً بعائلة رولين في آرليس، وطور علاقة وثيقة معها، فأنجز 25 لوحة ورسماً لأفراد الأسرة، بما في ذلك لأصغر طفل، مارسيل، بعد ولادته، وقال هيوغتن: "أحب فان غوخ الأطفال جداً".