يمضي المركز الوطني للسكري والغدد بالتوسعة الجديدة، قصة هذا المركز لا تنفصل عن مؤسِّسه الدكتور كامل العجلوني، وهو المؤسس لجامعة العلوم والتكنولوجيا والصارم الشديد، الجريء في القرارات وفي ترك الكرسي وفي عدم العودة إليه، والذي لا يحتكم لاحد او مرجعية في قراراته ما دامت قادرة على انجاز خدمات أفضل.
يبدأ الدوام في المركز الساعة السابعة قبل كل دوائر الدولة، وهو يقدم خدمة ممتازة، ونوعية، ومنضبطة، والامل أن تكون كل المؤسسات تجري على ذات المنوال.
توسعة المركز الجديدة التي استهدفت الارتفاع عاموديا لتوزاي مستشفى الجامعة، كي لا يكون التوسع على حساب الأرض التابعة للجامعة هي قصة معاناة في معاملات اتمامها، وبرغم كل ما قيل وأشيع من خصوم وكارهي النجاح ها هو المركز يتقدم ويندفع للامام، بشكل مؤسسي.
عرف المركز بالدكتور كامل العجلوني، الذي يعد من أكثر العقليات النقدية العلمية والمؤسسية، وهو لا يبرح المركز يومياً إلا وقد تأكد من كل التفاصيل ومعه فريق عريض من الاطباء والخبراء الذي يعدون كنزاً وطنياً.
كامل العجلوني هو رئيس مجلس أمناء الجامعة الأردنية سابقاً، والذي استقال لعدم القدرة على التغيير في ظل أنظمة مقيدة للإصلاح، كانت استقالته من رئاسة مجلس أمناء الجامعة الأردنية صادمة لأنه ندر من بين جيله أن يقوم أحد بذلك الفعل.
كانت استقالة العجلوني عام 2011 من رئاسة مجلس أمناء الاردنية العام وارجعها يومها برسالته التي وجهها إلى رئيس الوزراء د.معروف البخيت آنذاك، إلى عدم قدرته على «تقديم خدمة ذات قيمة للجامعة في ظل القوانين السائدة وموقف الحكومات المتعاقبة من الجامعات، وتفرد وزير التعليم العالي وإهمال مجالس الأمناء عند تغيير التشريعات ووضع الخطط الإصلاحية». وأشار فيها إلى «عدم قدرة الجامعة الأردنية على تمويل نفسها ضمن الظروف السائدة الا عن طريق برنامج الدراسة الموازي».
وتوقف في رسالة الاستقالة أمام حقيقة موجعة وما زالت ماثلة وهي «عدم القدرة على إيجاد موارد مالية إضافية وضرورية لاستمرار الجامعة في أداء رسالتها، وعدم استعداد الحكومة - رغم ذلك - إعادة ما تحصله من رسوم الجامعات.
ثم تساءل العجلوني عن آلية اختيار أعضاء مجلس الأمناء، خاصة الأكاديميين، وتعرض للكثير من موجعات التعليم الجامعي.
بعد نحو ثمان سنوات على استقالة العجلوني ما زالت الظروف ذاتها في مؤسسات التعليم العالي، لكنه في مقابل استقالته توجه لاتمام مشروع توسعة المركز فلم يكن يسعى لكشك أو وظيفة خاصة لابنه أو لأي مطلب شخصي من مجلس امناء الجامعة، كان طوداً لا يهتز، لأي ضغط او تدخل، فأبقى على احترامه بين الناس وبقي له الموقف الشجاع في الاعتراف بعدم القدرة على الإضافة في ظل الظروف التي كانت وما زالت سائدة.
تمدد كامل العلجوني وارتقى في المركز الوطني علوياً فظل عالياً عن سخافات البعض، وارتقى في الحضور الوطني والثقافي وابدع كتباً توثيقية عن تاريخ جامعة اليرموك والعلوم والتكنولوجيا والمركز الوطني للسكري.
الدستور