هل يمكن إقالة الرئيس ترامب؟
أ. د. خالد شنيكات
25-09-2019 08:03 PM
منذ فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام ٢٠١٦، هدد ديمقراطيون بإمكانية عزل الرئيس، بعد عدة اتهامات منها التواطؤ مع الروس في التدخل بالانتخابات الرئاسية لعام ٢٠١٦، بالإضافة لقضايا أخرى تتعلق بالأمن القومي الأمريكي، لكن هذه المحاولة لم تنجح لان تقرير المحقق الخاص مولر لم يثبت هذه التهمة ولفقدان الديمقراطيين الأغلبية اللازمة لعزل الرئيس في تلك الاونة، ولم يعد الموضوع اكثر من جدل لتأثير على شعبية الرئيس أو التأثير على سياسات الرئيس في الملفات الداخلية والخارجية.
وبعد تسريب مكالمة هاتفية للرئيس مع الرئيس الأوكراني، تجددت المحاولات الديمقراطية في الكونغرس لعزل الرئيس، وفي هذه المرة، يسعى الديموقراطيون الى إثبات تهمة الاتصال برئيس دولة أجنبية للضغط على الرئيس الأوكراني لتشويه المرشح الرئاسي الديمقراطي بايدن (والذي يعد الأوفر حظا في ترشيح الحزب الديموقراطي) وتعريض الأمن القومي الأمريكي للخطر، وبالتالي محاولة التأثير على نتيجة الانتخابات الرئاسية القادمة بطرق غير مشروعة، ولهذا سارع الديموقراطيون لتنظيم أمورهم، وعقد اجتماعات للتباحث فيما بينهم والدفع باتجاه إتهام الرئيس بوصفه يسيء استخدام السلطة، لكن الرئيس سارع لنفي ذلك، ووعد بنشر محضر المكالمة، في محاولة منه لسحب البساط من الديمقراطيين، واثبات بطلان ادعاءاتهم.
ومهما يكن مدى وجاهة ادعاء الديمقراطيون، فإنهم يواجهون ثلاث عقبات رئيسية:
الاول: إثبات التهمة بشكل واضح لايقبل الجدل، وهذا الأمر ليس سهلاً لتداخل الأمور السياسية والقانونية، وتجربة تقرير مولر لإزالة ماثلة للعيان.
الثاني: رغم أن الديمقراطيين لديهم الأغلبية في مجلس النواب، فإن الديمقراطيين ليس لديهم الأغلبية اللازمة (الثلثين) في مجلس الشيوخ لعزل الرئيس، حيث بشكل الجمهوريين الاغلبية، والديمقراطيون أقلية، وقد فشل مجلس الشيوخ سابقا بعزل الرئيس الأسبق كلينتون بعد فشله في جمع أغلبية الثلثين لعزل الرئيس.
الثالث: هو مدى تحول التهمة الموجهة للرئيس الى موضوع من مواضيع الصراع الحزبي بين الديمقراطيين والجمهوريين في الكونغرس، بكعنى تحول إلى الى صراع بين الحزبين وسيطرة المصالح الضيقة على قيادات الحزبين،فيكون موضوع العزل قد انتهى بالفشل؛ لأنه بدون تعاون الحزبين واتفاقهما على التهمة، فانه يستحيل تحصيل أغلبية الثلثين اللازمة لعزل الرئيس.
يبقى خيار الديمقراطيون هو محاولة إيصال رسالة للرأي العام بأن ترامب يفتقد للقيم الأساسية التي تسمح بإعادة انتخابه مرة أخرى كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة أن للرئيس سلسلة من الأخطاء والتي سيحاول الديمقراطيون التركيز عليها لإلحاق الهزيمة بترامب في الانتخابات الرئاسية القادمة، ومحاولة أن تكون الإدارة الأمريكية القادمة ديمقراطية.