عندما تكون القدس خطا أحمر
10-11-2009 02:30 PM
القدس تتعرض لخطر محدق، والأردن يحمل لواء الولاية الشرعية للحفاظ على مقدساتها ,وهو يدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه للحفاظ على قضية القدس وتوفير ما يمكن من دعم مالي وسياسي لأهلها لمواجهة هذا الخطر.
الملك وخلال مقابلته مع صحيفة الحياة اللندنية ... أكد على هذه الثوابت الأساسية وعدم خضوعها للمساومة... فهي عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة.. وهي قلب وعقل ووجدان الشعب العربي والفلسطيني... ويجب على اسرائيل ان تدرك مكانتها عند المسلمين والمسيحيين وعدم اللعب في النار.
ما حدث من انقسام في الصف الفلسطيني، اثر سلبا على وضع القدس التي تعيش اليوم تحت ظروف صعبة جدا،فبدونها لن تكون هناك دولة فلسطينية مستقلة..لذا يجب وضع الآليات والبرامج العملية لمواجهة سياسة الأسرلة والتهويد التي تتعرض لها .
الطريق إلى القدس يتطلب تجسيد وحدة وطنية فلسطينية تستند إلى القانون والشرعية، وإلى الحوار لا إلى التناحر والانقسام,فالدولة فلسطينية بدون القدس تنسجم مع المشروع الصهيوني الرامي لإيجاد دولة فلسطينية مؤقتة.
اسرائيل لا تخفي مخططاتها تجاه القدس وهي مستمرة في تهويدها ... فمن سحب للهويات وتهجير للمقدسيين..ثم الحواجز والإجراءات الخانقة الإسرائيلية وسلسلة الضرائب الباهظة وهدم المنازل وحرمان المواطنين من البناء والتوسع، أدت إلى إلغاء مواطنة الآلاف من المقدسيين الذين اضطروا للسكن على بعد أمتار من حدود ما يسمى بلدية القدس...ثم تركيز علميات التهويد داخل البلدة القديمة وفي محيطها مستغلة الصراع الفلسطيني الداخلي في تسريع إحكامها على المدينة المقدسة لعزلها وإلغاء الدور الفلسطيني فيها بصورة كاملة.
التحرك الجاد للدبلوماسية الاردنية في هذا الوقت بالذات هو للدفاع عن مستقبل القضية الفلسطينية وعن القدس بالذات أمام مفصل تاريخي، إذ في القدس سوف يتقرر استمرار أو عدم استمرار عملية السلام، لا بل السلام نفسه، وهي دبلوماسية كفؤة أثبتت جدارتها دوما ..كما كان في انتزاع قرار محكمة العدل الدولية بلاهاي قبل سنوات بشأن عدم قانونية جدار الضم والتوسع الذي بنته قوات الاحتلال في الضفة الغربية وخصوصا في القدس.
المطلوب قيادة كاريزمية في هذه المدينة تتولى الدفاع عنها التي تعتبر خطا احمر بالنسبة لنا كعرب ، وهذا يحتاج منا موقفا موحدا حولها يتوازن مع إسرائيل التي تعتبرها أيضا خطا احمر.
المدينة المقدسة يجب أن لا يغيبها احد عن أولوياتنا، كما يجب ألا تشغلنا الصراعات داخل الصف الفلسطيني، والتناقضات الثانوية عنها، لان التناقض الأساسي يجب ان يكون مع الاحتلال.
Ibrahim.z1965@gmail.com