جماعات الضغط والأحزاب والأردن ..
أ.د. سعد ابو دية
10-11-2009 01:06 PM
قليلون يعرفون أن (جماعات الضغط) Pressure Group هي التي أثرت في تاريخ الأردن وأن الأردنيين لم يتعاملوا مع الأحزاب مثل السوريين واللبنانيين والعراقيين، ومن أبرز حركات جماعات الضغط أحداث العدوان بدأت في مطلع أيلول 1923 ونادت بتوظيف الأردنيين في الوظائف الصغيرة والكبيرة ولم تكن يوماً ما حركة عصيان مسلح إطلاقاً وقد أسفرت هذه الحركة عن تقديم أول برنامج وزاري أردني في 5/9/1923 وفيه تحقيق هذا الطلب ولكن أيادي الفتنة ومنها الممثل البريطاني (فيلبي) ولم يكن على وفاق مع الملك المؤسس المغفور له عبدالله بن الحسين قد قام بدور في الفتنة قبل أن يغادر مؤقتاً واستغل الأحداث للخلاص من معظم أعضاء حزب الاستقلال ومعظمهم (سوريون) وسبب خلاصه منهم هو ضغطهم المستمر من أجل تحرير سورية من فرنسا.
وقعت (حركت العدوان) في مواجهة بسيطة يوم 7/9/1923 ولولا الفتنة لكان بالإمكان تفاديها لأن الحكومة طرحت بياناً وزارياً لأول مرة في تاريخ الأردن.
والحركة الثانية هي أحداث (1989) وهي حركة جماعات ضغط عبرت عن نفسها بطريقة تلقائية فيها عنف، حاولت الأحزاب استغلال ذلك بتوزيع مناشير لأحزاب معينة تتحدث عن دورها الكبير في هذه الأحداث، علماً لو توفر حكام إداريون جيدون لأمكن تفادي الأحداث فالحركة حركة ضغط تريد الضغط على صانع القرار السياسي للتراجع عن قرارات اقتصادية لم يتحملها المواطن آنئذ.
هدف جماعات الضغط:
تختلف جماعات الضغط عن الأحزاب لأنها لا تريد الضغط على صانع القرار السياسي فقط، وهي موجودة في بريطانيا ودول العالم، وتختلف من بلد لبلد في طريقة التعبير عن نفسها إذ أنها أحياناً عندنا تعبر عن نفسها بعنف في حين إن ربات البيوت في بريطانيا يقمن بدور جماعات ضغط وينجحن معظم الوقت، وفي مرة ارتفعت أسعار السمك، قامت ربات البيوت بمقاطعة السمك، نزل سعر أكثر من السابق.
عبرة من التاريخ:
لاحظت أن الأحزاب في الأردن أخذت تتجه لمظهر جماعات الضغط، هذا الدور نفسه الذي قامت به الأحزاب في وسط الخمسينات عندما تحولت لجماعات ضغط، مرة تطلب من جلالة الملك حسين رحمه الله فتح مكتب لوكالة تاس، وغير ذلك من مطالب، والآن هناك تكتلات في مظهر جماعات ضغط.