مثل غيرنا من كائنات العالم نحتفل باليوم العالمي لمحو الأمية (احتفلنا به الشهر المنصرم) لكن الاعتصامات والإضرابات والمشاجرات وحوادث السير العنيفة غطت على احتفالاتنا الرسمية.
التي فهمت منها اننا متفائلون جدا بالقضاء على الأمية تماما وسوف نعلن ذلك رسميا في اليوم العالمي لمحو الأمية العام القادم، كما وعدتنا حكومات سابقة من عام 2009.
طبعا فإن من راقب الانتخابات البلدية المنصرمة، وانتخابات المركزية، والانتخابات النيابية السابقة وما قبلها وما قبل قبلها، لا شك سوف يشكك في مدى جدية هذا التفاؤل، وهو يشاهد أكثر من ثلث الناخبين (الأحياء) يصوتون (أمي) ولأسباب مختلفة وأهداف متنوعة، ليس من بينها محاولة التشكيك في الأرقام الرسمية لجهود محو الأمية في الأردن.
أداؤنا ممتاز في مكافحة الأمية، لكن لا يحق لنا ان نفخر به ونحن نتعرض لتصحر كامل في مجال الأميات الأخرى، إذ سيكون فخرنا أجوف في ظل أنواع الأميات الأخرى التي نتعرض لها بشكل مبرمج أحيانا وعشوائي أحيانا أخرى.
نعاني من أمية سياسية تستفحل يوما بعد يوم، بحيث ان المعلومات السياسية العامة-وليست المتخصصة-التي كان يعرفها طالب التوجيهي قبل ثلاثين عاما تزيد عدة مرات عن حجم المعلومات السياسية العامة التي يعرفها الطالب الجامعي، لا بل خريج الماجستير.
عندنا أمية علمية، وأمية اجتماعية، وأمية جغرافية وتاريخية وسياحية ...نحن أميون في كل شيء، ولا يعني إننا نجحنا في تعليم اكبر عدد ممكن من المواطنين حرفة (فك الحرف).. بينما أدمغتنا مفكوكة من مكانها ومعلقة على مشجب الانتظار، وإذا بقينا على هالرشة ، فلن نصل إلى عام 2030 إلا ونحن لا نعرف في أي قارة تقع الأردن.
الدستور