بداية نسأل الله أن تنتهي أزمة أضراب المعلمين وتوقف المسيرة التعليمية في بلدنا على خير ، ثم ، هناك مثل شعبي بسيط يقول ، كلما طالت تلم إغمور ، وإغمور جمع غمر بكسر الغين وهو قبضة يد الحصاد من زرع القمح عند حصاده ، وهو يقال كناية عن أن أية قضية أو مشكلة يطول أمدها ، تتطور أكثر وتشهد تدخلات أكثر تزيدها تعقيدا ، إن لم تجد حلا سريعا .
وعليه ، فلقد طالت أزمة إضراب المعلمين كثيرا ، وهذا ليس في مصلحة أحد على الإطلاق ، بل على العكس هو في غير مصالح البلد عموما ، ولا بد من تدخل حكماء قلوبهم على الدولة والوطن وصولا ألى حل ينهي هذه الأزمة في أقرب وقت، كي تعود المسيرة التعليمية إلى الإنتظام كما هي في كل عام .
أجزم ان بلدا كالأردن الحبيب يعاني شظف عيش وقسوة ظرف إقتصادي ضاغط ، هو حتما في غنى عن أية أزمات كالأزمة الراهنة ، وهنا يطرح التساؤل عن العقلاء الحكماء الذين عليهم السهر ونبذ النوم حتى حل هذه الأزمة التي لا يمكن الأستهانة بها على الإطلاق ، فأن إستمر الحال على ما هو عليه لا قدر الله ، فستشتعل الأزمة وستنجم عنها مشكلات كثيرة وسنكون جميعا في مواجهة المجهول لا سمح الله .
تفاعلات الأزمة ومخرجاتها حتى الآن ، تنطوي على كثير من العبر والدروس والمؤشرات التي لا بد من الركون إليها وبحثها من قبل الجميع في بلدنا رسميين ومدنيين ، فنحن نتحدث عن أزمة تطال كل بيت في المملكة ، ومن العبث أن لا نحسم أمرها بأسرع ما أمكن ، وباي ثمن ، فنحن ليس أفرقاء وإنما فريق وطني واحد مصالحنا مشتركة ومتشابكة تماما ، ولا عذر لأحد منا في التقاعس عن الإسهام في البحث عن حل مرض يحفظ كرامة المعلمين ولا يرهق مالية الدولة ، وليس هذا بالأمر العسير أبدا .
خلاصة القول ، من الحكمة أن نحذر من طول إستمرار الأزمة ، لأنها وكما قلت ، كلما طالت نجم عنها مشكلات أكثر لا قدر الله ، تماما كأية مشكلة بين شخصين أو جماعتين إن لم تجد حكماء عقلاء يسارعون في تطويقها وإطفاء نارها ، تطورت سلبيا أكثر ووجدت أناسا لا يتقون الله قد يعملون وفي اي مجتمع على تأجيجها أكثر ، ومن هنا نسأل الله أن تتغلب الحكمة ونتوصل وقريبا جدا إلى حل متزن متوازن لا يترك أية فرصة لأن تكبر الأزمة أكثر ، فما فينا يكفينا ، والله من وراء قصدي