أستنكر وأشجب وأدين وأندد بجميع المحاولات العملية والنظرية لتطوير السياحة ومحاولات نشر الوعي السياحي بين المواطنين، وأرفض بشكل قاطع معاملة السائح بكل احترام وتهذيب وعدم استغلاله ومساعدته على جعل إقامته وتنقلاته أكثر راحة.
يا سادة يا كرام!!
إذا جاءنا السائح من بلاده النظيفة المرتبة، ووجد معاملة طيبة وحضارية، وحظي بنظافة مطلقة وتنقلات مريحة وتعامل من شعب متحضر، فإنه بذلك سوف يفقد متعة السياحة والمغامرة وسوف يشعر وكأنه في بيته...وهذه مشكلة كبيرة، إذ سوف يتساءل عن سبب دفعه للمال وتجشم مشاق السفر من اجل ان يشعر انه في بيته!!؟؟
لذلك سوف يعود إلى بلاده وينصح الآخرين بأن لا يزورونا، لأن كل شيء عال العال، وتمام التمام.
الإخلاص للوطن يقتضي منا ان نعامل السائح بكل جلافة وعنجهية واستعلاء، وأن ننصب عليه ونكذب عليه، وأن نوفر البنية التحتية الملائمة التي تجعل رشة واحدة من المطر تقطع الطريق عليه ولا يتم إنقاذه إلا بأعجوبة.
هكذا فقط نخدم البلد، لأن السائح سوف يشعر بلذة المغامرة ويعود ليخبر اصدقاءه كيف نجا من فم الموت ويحدث أطفاله عن بطولاته وصموده في وجه الظروف القاهرة.
هكذا فقط سوف يتدافع السياح بحثا عن المتعة والمغامرة والتغيير.
للجادين فقط:
وحياة عطية.... بمزح!!
الدستور