الناقد كمال أبو ديب يصدر "جماليّات الانتهاك وفتنة الإغواء"
22-09-2019 10:01 PM
عمون - صدر عن دار فضاءات للنشر والتوزيع، للناقد والأكاديمي وأستاذ كرسي العربية في جامعة لندن كمال أبو ديب "جماليات الانتهاك وفتنة الإغواء" ثلاثة مجلدات، وتقع في 1228 صفحة من الحجم الكبير.
يبحث الكتاب في قضايا عدة منها " قراءة النصّ قراءة العالم (دراسة في البنية), الشعر الحديث ووحدة الثقافة, الإبداع الثقافي في مجتمع متشظٍّ, في الفكر النقدي والفكر النقضي, نصّ على نصّ/نصّ على عالم الأزمنة الأولى/ الأزمنة الأخيرة, اللغة مكوِّناً من مكوِّنات الوعي الحداثي, حدود النصّ وسياسيات التأويل, البنية المعرفية والعلاقة بين النصّ والعالم, جماليات الانتهاك والخروج في البنية الإيقاعي للشعر العربي, وفي اللابنية أيضا" وقضايا أخرى مرتبطة بالأدب والنقد ولا يمكن الإحاطة حتى بعناوينها في هذه الإضاءة البسيطة وذلك لغناها وضخامة العمل.
وفي هذا الكتاب بمجلداته الثلاثة سنجدنا في ملكوت ناقد فذ من ألمع النقاّد المعاصرين، وأوسعهم شهرة وتأثيراً، عربياً وعالمياً، في منتخبات من أروع دراساته، وأشدّها انتهاكاً، وأعظمها غوراً في اكتناه الثقافة والمجتمع والأدب، ومن أجملها احتفاءً بالمرأة وكفاحها من أجل الحرية، في ثلاثة مجلدات تستهلُّها "مراودات كمال أبوديب"، ومسكُ ختامِها "رسائل إلى امرأة عربية" التي يكتبها "بأسلوبه الفذ".
يقول أبو ديب في (فاتحة الفاتحات) والتي قدم فيها لكتابه:
ـــ كُتبتْ هذه الدراسات في زمن عربي قبيحجميل أسميته "زمن التفتت والتشظي". وأحب أن أمتّع نفسي بالاعتقاد أنني كنت أول من أطلق هذه الصفة على هذا الزمن العربي كمصطلح "علمي"!!!!!! لوصف مرحلة كاملة، سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية، من مراحل تغير الحياة العربية. وليس في هذه المتعة من عزاء، بل إنها لَأقربُ إلى متعة المتلذِّذ بجَلد نفسه وهو يرى الدم ينزف، لكنه مطمئنَ إلى أنه "هو" الذي يحمل السوط.
ثم أدركت بقدر كبير من الانزعاج أن ذلك كله لم يكن إلا إياي، وأنه كان متضمَّناً أصلاً منذ سنوات في سعيي إلى كتابة ما أسميته "نصّنصّ على نصّنصّ/ نصّنصّ على عالم". فمثل هذا العنوان يجسِّد هذه العلاقة الحميمة للنصّ النقدي بالنصّ الشعري وبالعالم في آن واحد.
ـــ لم يعد النصّالنصّ النقدي عملاً فوقياً علوياً تنظيمياً تناغمياً محْكَماً يتناول نصّاً قد يكون كذلك، وقد يكون مشتتاً، انشراخياً متصدعاً مليئاً بالخروق (شو حلو الامتلاء بالخروق!!).
صار النصّالنصّ النقدي كلاماً أول، لا ميتاكلام. لا مافو-نقدي. وغدا أعظم دلالة، وأعمق إخلاصاً، وأشد إغراقاً في الطبيعة الإبداعية التي تنتج النصّالنصّ الشعري أو السردي، وفي الحياة أيضاًأيضاً، كما غدا أقل تناقضاً وقابلية للعبة جاك دريدا ولعبتي (قبله؟) في التقويض والتفكيك.
كذلك يقول في المؤخرة:
ـــ تأتي هذه الأبحاث والدراسات لتشهد/ لتقول: إن الرائي قد رأى. غير أن ما رآه لم يكن قادراً أن يمنع الأرض أن تنشقّ، أو الفضاءات أن تتصدع، أو يسند السماء أن تتهاوى.
ـــ بدأ كل شيء عام 1980 حين كتبت "الشعر الحديث ووحدة الثقافة". ولم يكن ثمة وحدة في ما رأيت.
كان العرب منتعظين بأوهام نهوضهم: الأنظمة العسكرية تصوّر عالم الفردوس الذي خلقته لـ"الإخوة المواطنين": إنجازات واكتشافات وبناء صامداً راسخاً سامقاً.
وأنظمة النفط منتعظة بأنساغ الانتفاخ الاستهلاكي المالي.
والعقائديون (الآيديولوجيون) يسيطرون على كل شيء وفي كل مكان.
كنت أقول لهم في "الأنساق والبنية": إن البطل الفرد قد سقط. لكنهم كانوا يصنعون/ يصفون بطلاً فرداً لم تنكشف جوفائيته حتى حرب الخليج.
وكنت أكتب عن انعدام وحدة الثقافة. وهم غارقون في خطابات الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة.
وكنت أكتب عن التشظي والتفتت. وهم يعلنون صمود الأمة وتلاحم المؤمنين كالبنيان المرصوص.
ـــ وكنت أكتب أن الحركات "الثورية" قد فشلت لأنها لم تجابه المُقدّسَيْن الأعظمين في وجود العرب: الدين واللغة. وهم يعلنون انتصار الثورات وخلق إنسان عربي جديد وتغيير الحياة والمجتمع وتحديث كل شيء.
وكنت أعلن أن الحركات الدينية جوفاء لن تستطيع إنجاز أي شيء سوى المزيد من العنف والتناحر والتشظي.
ـــ بلى،
إن الرائي قد رأى،
والشاهد قدّم الشهادة.
غير أن أذناً لم تسمع
وأن عيناً لم ترَ.
لأنهم صمّ بكمٌ عميٌ فهم لا يفقهون.
أقوال وشهادات في البروفيسور كمال أبو ديب وأبحاثه:
الأستاذ الدكتور محمد عبد المطَّلب: "هذا عبقري لا يقدم إلا ما يؤكد عبقريته منذ أن فتح أباب الحداثة الحقة في الثقافة العربي"
ادوارد سعيد: "واحد من ألمع النقاد المعاصرين, وأوسعهم شهرة وتأثيراً, عربيا وعالميا, في منتخبات من أروع دراساته, وأشدّها انتهاكاً, وأععظمها غوراً في اكتناه الثقافة والمجتمع والأدب, ومن أجملها احتفاءً بالمرأة وكفاحها من أجل الحرية, في ثلاثة مجلدات تستهلها (مراودات كمال أبو ديب, ومسك ختامها رسائل إلى امرأة عربي التي يكتبها بأسلوبه الفذ)"
أدونيس: : "في البنية الإيقاعية ثورة (كوبرنيكية) ضمن علم الإيقاع العربي, فدراسات كمال أبو ديب, أهم الدراسات في الصورة الشعرية في شعري, وأمنا كلّما قرأته أتعلم منها.
صدر لكما أبوديب عن دار فضاءات:
ـــ (دفاعاً عن القرآن الكريم والإسلام ومحمد والعرب) بنسختيه العربية والإنجليزية
ـــ (أنظر في جميع الاتجاهات بغضب) الكتاب الأول في تشريح السلطة
ـــ (جدلية الخفاء والتجلي) دراسات بنيوية في الشعر
ـــ (كتاب الحرية)
ـــ (سمفونية سوريا) شعر