هذا للشباب الذي يعيش فينا ......
لم يكن عهد الأجداد الأوائل عابرا ً ، بل كانوا أصحاب الهمة والعزيمة ، هدفهم بناء الدول وتعمير الأرض ونشر الثقافة والعلم ،كل ما قاموا به كان أساساً قوياً لما نراه اليوم من تطور وحضارة ومنظومة دول تسيطر على العلم والعالم وتتحكم في مصير باقي الأمم والشعوب .
في سابق الزمان الذي زرته اثناء تجوالي في حضرة الماضي الأندلسي ،وجدت صدى التوصيات والخطابات الحماسية ما زال يتردد بين جدران القصور المشيدة والأبراج المسيطرة على مشهد التاريخ للأجداد المسلمين والمؤمنين برسالتهم للبشرية .
لقد نطقت حجارة السور العربي عندما مررت بجواره صارخة هنا كانوا فأين أنتم اليوم ؟؟؟؟
ضاعت ملامح الجمال وأصبحت الحجارة سوداء من شدة الخجل ، فمن يحكمها اليوم ليس من شيدها بالأمس .
آه يا أحفاد طارق.....
ها أنتم زوار اليوم كسياح يلتقطون الصور ويدفعون الرسوم للدخول والتبجح بما صنع الأجداد ، نعم هنا كانوا.
أحفادكم ونواياكم لم تسعفنا ولم تجعلنا نهتف و نحكم أو نحتفظ بما لدينا من إرث، صمت الحجارة .
تورطنا كوننا عرب جاؤوا زوار لتصرخ بنا الجدران ، أخرجوا لم تعد لكم حصوننا ، أو قصورنا هكذا ينتهي مشهد الأندلس في لحظة من الإنهزام.
سامح الله الأجداد ...
ما حدث في الأندلس عندما تشتت الشمل وظهر ملوك الطوائف كل منهم أعلن بناء دوليته على أملاكه ليبلغ عددهم عشرون مملكة كل لها أسرة حاكمة ، فلا إرث حميناه ولا تاريخ حفظناه ، فهل هذه اللحظة الحاسمة في تاريخنا لنطرق الأجراس ونصحو على ما فات من زماننا ، العالم اليوم يعج بشبابنا وشاباتنا، فالكثير من سكان الأرض القادمون هم الشباب من دماء عربية ،والعالم أصبح أكثر همهم أن يصلحوا حال شبابنا ، بتمكينهم وتدريبهم وتطوير مهاراتهم وقبولهم للآخر الملوث ، وإقناعهم بأنهم مسلوبي الإرادة وضعفاء في أوطانهم ، هل هكذا حالنا؟؟
أم أننا خطر قادم لاستعادة إرثنا وقيادة العالم كما كنا ، أم أن الخوف من العبارات الخالدة مثل ( البحر من خلفكم والعدو من أمامكم)!!!!!!
أيها الناس ..
هكذا خاطب رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم المسلمين في خطبة الوداع ، قالها للناس كافة لا تميز ولا تخصيص فنحن من البشرية ولها ، تحيتنا سلام وحبنا وئام، لنعيد الثقة في شبابنا ونعزز إيمانهم بأنهم يحملون منظومة من القيم الإنسانية للناس كافة .
والفخر للأجيال بما صنع الأجداد.
ودمتم شبابنا حماة القيم.