الطب بين التجارة والإنسانية
د.عدنان الطوباسي
22-09-2019 02:38 PM
لم أكن أعرف الدكتور رضوان السعد "طبيب الفقراء" رحمه الله من قبل، لكن سجل الرجل وتاريخه الإنساني ظهر للعيان أكثر وأكثر بعد أن انتقل إلى رحمته وتعالى، هذه الذكرى العطرة الطيبة، لم تكن ليتناقلها الناس ليس في الأردن وحسب، بل في العالم العربي والعالم لولا هذا الخير والعطاء الذي كان يقدمه هذا الطبيب الإنسان الرائع عن طيب قلب وإحساس بوجع الناس وأحوالهم ..
والذي خلال دقائق وساعات كانت وسائل التواصل الاجتماعي تنقل خبر وفاته وعطائه وقربه من الناس ودماثه خلقه وابتسامته التي كانت عنوان محبته للناس ومعالجته لهم مقابل اجرة زهيدة وأحياناً بدون أجرة. وهذا فخر لكل الناس في هذا الوطن الحبيب الذي يضم الكثير من الأوفياء أصحاب الخير والعطاء والمحبة ..
ها هو الراحل الطبيب رضوان السعد يرحل تظلله المحبة والدعاء من قبل كل الناس الذين قدم لهم الخير والعطاء ومن غيرهم ..
رحل دون أن ترحل معه الدنانير والعمارات والسيارات ... رحل إلى رب العزة مكللاً بما قدم من عطاء وخير " وما تقدموا من خير يعلمه الله"
ومن هنا فأنني أقول أن الطب مهنة الإنسانية والعطاء، وليعلم بعض الأطباء الذين يجدون في الطب تجارة ومكسب ولا يراعون الناس وظروفهم وأحوالهم أن الطب كان وسيبقى أشرف المهن الإنسانية وأكثرها محبة وعطاء وهناء، وسيرحل الناس عن هذه الدنيا مجردين من كل شيء إلا اعمالهم وذكراهم الطيبة التي لا تزول ... وهذا الإنسان الطبيب المرحوم الراحل رضوان السعد "طبيب الفقراء" جسد ذلك عبر رحلته التي انتهت لكن أعماله وذكراه الطيبة لا ولن تنتهي ..
رحمه الله وأسكنه في العليين من جناته مع النبيين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً ..