حين يستل القوسَ باريها .. آداب الأردنية أنموذجا
د.أ سماء أبو رمان
21-09-2019 10:55 PM
كلية الآداب؛ رائدة كليات الجامعة الأردنية، وأولها تأسيسا، أشرق نورها مع انطلاقة الجامعة الأردنية عام 1962م، واحتضنت على امتداد أعوامها أجيالا من سدنة العلم والمعرفة، وتتلمذ فيها عدد كبير من أبنائها البررة الذين حملوا العلم لواء، وأسهموا في نهضة الأردن ورفعته، كما كانت على الدوام منارة تجذب الزائرين والباحثين عن المعرفة من مختلف بلدان المعمورة.
أكتب عن آداب الأردنية اليوم بصفتي شاهدة عيان على عقد ونيّف من تاريخها الممتد، فزامنت أثناء المراحل التعليمية الثلاث التي أتممتها فيها إدارات حملت لواء الآداب، وسعت لرفعتها، فنجحت بعضها في نيل الحسنيين؛ وهما هنا النية والعمل، بينما اقتصرت حصيلة أخرى على الأولى دون الثانية، فبرغم نجاح بعض الإدارات في حل كثير من الإشكالات؛ إلا أنني أجزم أن بعض الشكاوى التي كنت أسمعها تتردد على ألسنة الطلبة وأنا في السنة الأولى من البكالوريوس بقيتُ أسمعها تتردد بعد مضي سنوات.
لكن الجديد اليوم، هو النهضة اللافتة التي تعيشها الآداب، والعمل الدؤوب الذي يُبذل فيها منذ نحو عامين، فالكلية شهدت تطورا شاملا طال برامجها ومساقاتها وكوادرها وبنيتها التحتية، فمن حيث البرامج تم استحداث عدد من التخصصات الأكاديمية، والعمل جار على أخرى كانت تبدو قبل ذلك بعيدة المنال؛ كبرامج الدكتوراه في تعليم العربية للناطقين بغيرها وعلم النفس الإكلينيكي، كما بُذلت جهود كبيرة في تطوير البرامج وتهذيب التشوهات التي تشكلت مع مرور السنين، علاوة على تعديل أسس القبول لعدد من برامج الدراسات العليا.
ولأن الآداب كانت على الدوام منبرا للثقافة والمعرفة؛ فقد احتضنت على مدار العشرين شهرا الماضية نحو ستين فعالية ثقافية، شارك فيها نخبة من العلماء والمفكرين والأدباء من أبناء الوطن وضيوفه، ولعل المبهج في هذه الفعاليات هو رؤية مدرجات الكلية وقد أصبحت مقصدا لروّاد الأدب والثقافة من طلبة الجامعة، فيطمئن من يرى إقبالهم إلى أن الخير في طلبتنا باق، كما أسهمت الكلية كذلك في تحفيز أساتذتها على المشاركة في المؤتمرات والندوات العلمية الإقليمية والعالمية، وأتاحت باب الزيارات العلمية لعدد من أعضاء هيئة التدريس في أرقى الجامعات العالمية.
أما البنية التحتية؛ فلا أظن أنه يخفى على أهل الآداب وطلابها مقدار التطور الذي طرأ عليها، فقد نجحت الكلية في استقطاب عدد من الشركاء والداعمين، وأفلحت في استحداث عدد من القاعات، وتحديث أخرى كانت تعاني لسنوات من تهالك بناها، كما زُوّدت غالبية القاعات بتقنيات مساندة حديثة ووسائل تعليمية كانت بحاجة ماسّة إليها منذ سنوات، هذا عدا عن العمليات القيصرية واللمسات التجميلية التي أعادت لبهو الكلية ولمداخلها ألقها المفقود، وأعطتها جمالا يليق بتاريخ الكلية ومكانتها.
ختاما؛ أقول لطلبة الآداب هنيئا لكم بكليتكم وبطاقمها الإداري الذي عرف القيمة الحقيقية للآداب، فواصل الليل بالنهار سعيا لرفعتها، ولإعادة الألق إليها، وهنيئا لكم بصاحب الأبواب المشرّعة والصدر الرحب عميد الآداب ورائدها الأستاذ الدكتور محمد القضاة.