أبو ريشة تدعو لإلغاء وزارة الأوقاف
أ. د. انيس الخصاونة
21-09-2019 07:54 PM
تتبعت ما تكتب الكاتبة زليخة أبو ريشة منذ زمن ومنذ شطحاتها التي هاجمت فيها كل ما هو إسلامي، وشككت في صحة الصحيح من الأحاديث ،وشوهت بعض مقاصد القرآن بتأويلاتها حول معاني الآيات وأحكام الشريعة.
دعت أبو ريشة إلى التضييق على مراكز تحفيظ القرآن الكريم ، لا بل وإغلاقها ،وقد اتهمت كليات الشريعة في جامعة اليرموك وشقيقاتها الجامعات الأردنية بأنها مراكز لبث التطرف والتزمت والتدعيش ،وقد هاجمت الإسلام السياسي وكأن الإسلام نزل ليكون طقوس عبادة كهنوتية داخل جدران المساجد فقط،وهاهي اليوم تتفتق قريحتها عن اختراع جديد وهو إلغاء وزارة الأوقاف لتوفير خمس مليارات دينار حسب إدعائها ،وصرف بعض هذه المبالغ للمعلمين وسداد ما يتبقى من مديونية الأردن.
ابتداءا لا أعلم سر هذا الهجوم الشرس والمزمن للكاتبة أبو ريشة على الإسلام والمؤسسات الإسلامية مع أن المذكورة وهي زوجة سابقة لأكاديمي معروف وملتزم دينيا.أتساءل هل هي ردة فعل أم حقد على معاناة شخصية مرت بها الكاتبة ،أم أن الكاتبة ذات اتجاهات علمانية نشأت وترعرعت عليها!أما بالنسبة لمقترحها بإلغاء وزارة الأوقاف فأقول لها كيف تلغى وزارة تشرف على ما يزيد عن 7000 مسجد ومؤسسة؟ومن سيقوم بالمتابعة الإدارية والإجرائية وأداء الآلاف من الأئمة والخطباء والمؤذنين وخدمة المساجد؟ومن سيقوم بمتابعة الدور الذي تنهض به المساجد سواء في المجال الدعوي أو السلوكي أو الأخلاقي أو حتى السياسي ؟ ومن سيقوم بإدارة ومتابعة الصناديق المختلفة التي تشرف عليها وزارة الأوقاف؟ومن سيقوم بالمتابعة والإشراف على الأماكن الدينية والمقامات والأضرحة والأهم من ذلك كله من سيتابع القدس وأوقافها وأقصاها وقبة صخرتها في ظروف الهجمة الشرسة التي تتعرض لها القدس والمقدسات والمقدسيين؟ ومن سينظم شؤون الحج وترتيباته خصوصا وأن الدولة السعودية لا تتعامل بشؤون الحج إلا مع حكومات وليس شركات وأفراد؟.أسئلة عديدة يبدوا أن المواقف المسبقة والعدائية للسيدة أبو ريشة حجبت عنها الرؤيا للحال الذي يمكن أن تؤول إليه الأمور في غياب وزارة الأوقاف.
من جانب آخر فإن السيدة أبو ريشة عند كتابتها هذا المقترح على صفحتها المقروءة في الفيس بوك فهي تغالط نفسها وتستند لأرقام خاطئة وغير سليمة ،وإني لأعجب كيف وقعت هذه الكاتبة في هذا الخطأ المتعلق بموازنة وزارة الأوقاف التي تعتقد بأن إلغائها سيوفر على الدولة الأردنية ما قيمته خمسة مليارات دينار.لا أعلم من أين أتت بهكذا رقم، فموازنة وزارة الأوقاف لا تتجاوز 75 مليون دينار للعام 2019 ،فكيف ستوفر هذه السيدة خمس مليارات إذا ألغينا هذه الوزارة المهمة.
السيدة أبو ريشة تفتري على الأوقاف وعلى القراء وعلى الحقائق وعلى المنطق في سبيل مهاجمة الإسلام ومؤسساته.السيدة أبو ريشة لا تريد إلغاء وزارة الأوقاف فقط ،وإنما تريد أن تلغي الأوقاف الإسلامية ،وتريد أن يكون الدين على الرفوف لا في الصدور والقلوب.السيدة أبو ريشة لا تعادي الإسلام السياسي فقط وإنما تعادي الإسلام ومن يدعو له ومن ينافح عنه ،ومن يتابع ما تكتبه أبو ريشة عبر وسائل التواصل الاجتماعي يلمس بما لا يدع مجالا للشك هذا العداء.
نعتقد أن على السيدة زليخة أبو ريشة أن تعيد النظر بمواقفها ،أو أن تحتفظ لنفسها بمواقفها ومشاعرها المعادية للإسلام والمؤسسات الإسلامية . لا يضير الإسلام والمسلمين ما تبثه السيدة أبو ريشة من أفكار وادعاءات خاطئة عن الإسلام ،وعليها أن تدرك بأن الإسلام ليس مسئولا عن تجربتها الشخصية في الحياة ،وأنه لا يجوز أن تسقط ذلك على دين يؤمن به مليار ونصف مسلم.أخيرا نقول بأننا من حقنا أن نقاضي السيدة أبو ريشة بسبب الأذى الذي تلحقه كتاباتها بمشاعرنا نحن معشر الأردنيين الموحدين .أمام القانون يمكن أن نضع حدا لهذه السيدة التي على ما يبدوا أنها لا تفرق بين الكتابات الفكرية وحرية الفكر وبين الإساءة لمعتقدات تسع ملايين مواطن أردني يتأذون بفعل كتاباتها.أمام القانون ليس على رأس أحد ريشة حتى لو كان اسمه أبو ريشة أو أم ريشة....