اعترافات اسرائيلية .. حول العراق!!
د.احمد القطامين
08-11-2009 07:08 PM
ازدادت في الفترة الاخيرة التسريبات الاسرائيلية عن الدور الذي لعبته اسرائيل في العملية الممنهجة لتدمير قدرات العراق خاصة في الفترة الزمنية التي بدأت منذ سقوط بغداد عام 2003 الى الان. وهنا ساترك للقارئ الكريم ان يقرأ ما قاله آفي ريختر وزير الامن الصهيوني الاسبق.. وقد ورد ذلك في محاضرة القاها في معهد الامن القومي الاسرائيلي، يقول:
«ليس بوسع أحد أن ينكر أننا حققنا الكثير من الأهداف على هذه الساحة (العراق) بل وأكثر مما خططنا له وأعددنا في هذا الخصوص. يجب استحضار ما كنا نريد أن نفعله وننجزه في العراق منذ بداية تدخلنا في الوضع العراقي منذ بداية عقد السبعينات من القرن العشرين... هدفنا الاستراتيجي كان وما زال عدم السماح لهذا البلد أن يعود إلى ممارسة دور عربي وإقليمي، لأننا أول المتضررين من هذا الدور، لذك نعمل على إيجاد ضمانة لبقاء العراق خارج دائرة الدول العربية...
نحن نتفاوض مع الأميركان من أجل قطع الطريق أمام عودة العراق ليكون دولة مواجهة مع إسرائيل، والإدارة الأميركية حريصة على ضمان مصالحنا وعلى توفير هذه الضمانات عبر وسائل مختلفة... المعادلة الحاكمة في حركتنا الاستراتيجية في البيئة العربية تنطلق من مزيد من تقويض حزمة القدرات العربية في دولها الرئيسية من أجل تحقيق المزيد من الأمن القومي الإسرائيلي».
ويضيف قائلا: «إن العراق تلاشى كقوة عسكرية وكبلد متحد، وخيارنا الاستراتيجي الان ينصب بقوة على ابقاءه مجزّأًً، كما أن تحييد العراق عن طريق تكريس أوضاعه الحالية يشكل أهمية استراتيجية للأمن الاسرائيلي في المرحلة القادمة».
انتهى حديث الوزير الصهيوني، ومع انه لم يأت بجديد بالنسبة للمراقبين والمطلعين على معادلة فرض النفوذ في المنطقة، الا ان اهمية هذا الحديث تأتي من ان بعض العرب كانوا يشككون في مدى خطورة ما قامت به اسرائيل في العراق بناء على ما قدمته لهم امريكا من تأكيدات بانها قدمت الى العراق واحتلته للتخلص من عدو مشترك.
المهم هنا ان ما يبدو واضحا للعيان ان الهدف الاستراتيجي المركزي بالنسبة لاسرائيل الان هو ابقاء العراق مجزءا وضعيفا "وغير عربي".. لأن قوة العراق تنبثق من انتماءة وبالتالي من دوره العربي. واذا اردنا ان نفهم المعنى الحقيقي لما وراء سطور ما قاله الوزير، فاننا بالتأكيد سنتوصل الى الخلاصة الحتمية وهي ان من يقف وراء ما يجري من عنف دموي وتعطيل مستمر لاي تقدم في الوضع العراقي ما هو في الحقيقة الا تنفيذا فعليا لاستراتيجية اسرائيلية اشار اليها الوزير عندما قال "ان تحييد العراق عن طريق تكريس اوضاعة الحالية يشكل اهمية استراتيجية للامن الاسرائيلي في المرحلة القادمة".
طبعا الشعوب العربية تعلم تماما طبيعة الدور الذي قامت به اسرائيل، وتعلم ايضا ان المستفيد الاول من تدمير العراق هو اسرائيل لكن المشكلة تكمن في اين كانت الانظمة العربية المسؤولة عن ضمان الامن القومي العربي عندما كانت اسرائيل تسرح وتمرح بحرية على ارض الرافدين ...؟!!
qatamin8@hotmail.com