بعد طول انتظار حل علينا قرار تشكيل مجلس امناء الجامعات الرسمية والخاصة وفي صورة تعقيبية على هذا القرار ولكونه فد صدر ولم يتبقى الا مناقشة القرار نفسه والتبعيات التي ستنجم عنه لاحقاً ،خاصة ان هذه المجالس تتمتع بصلاحيات واسعة ، وجاء القانون الجديد لتحسين مستوى قطاع التعليم العالي الذي عانى في السنوات الاخيرة من اختلالات كثيرة وشهد تراجعاً ملموساً في مستوى مخرجاته, كما واجه مشكلة نقص الكوادر التدريسية المؤهلة, الى جانب الفشل في مهمة البحث العلمي ، وسأتحدث في هذا المقال على تشكيل مجالس امناء الجامعات الرسمية وذلك ان الجامعات الخاصة تختلف السياسات والاستراتيجات المتعلقة بمجالس الامناء لديها عن الجامعات الرسمية .

فالمراقب لهذه التشكيلات يرى ان غالبية رؤوساء المجالس والاعضاء ليس لهم علاقة بالتعليم العالي من بعيد او قريب ويظهر مقدار الواسطات والضغوطات المتعلقة بذلك ونلاحظ ان غالبيتهم كانوا رؤوساء وزارات سابقين وجلهم اعضاء في مجلس الاعيان وغيرها من مجالس شركات وطنية واستثمارات خاصة ، بالاضافة الى رؤوساء جاهات في مناسبات الخطوبة والزواج والعطوات في حالة المشاجرات والعنف الاجتماعي وغير ذلك ، وكيف سيتوفر لديهم الوقت الكافي لتطوير التعليم العالي وعقد الاجتماعات والتباحث مع الاعضاء في مجالس الجامعات والذين لا يملكون الخبرة الكافية في قضايا التعليم العالي ، وحتى عدم معرفتهم اين تقع وزارة التعليم العالي والذين قاموا بتصديق شهاداتهم بواسطة ( سائقين البابا ) .

وبعد الانتهاء من مسلسل تشكيل هذه المجالس يأتي تعيين رؤوساء الجامعات والذي سينطوي في غالبيته على قرارات سياسية مرتبطة اصلاً بالقرار المتعلق بمجالس الامناء وتبدأ الضغوطات من النواب والوجهاء السياسيين بالتأثير على اصحاب القرار لتعيين الاصدقاء والمحاسيب لرئاسة الجامعات ، وبعدها كيف سنطالب برفع مستوى التعليم العالي و تطوير اداء أعضاء هيئة التدريس والبيئة الاكاديمية وتوفير المناخ التعليمي المناسب في حرم هذه الجامعات .

ولذا حتى لا نذهب بعيداً نتمنى على اعضاء مجالس امناء الجامعات الرسمية ان يثبتوا عكس ذلك ونرى منهم ما يطمح اليه اعضاء هيئة التدريس والاداريين والطلبة سياسات واستراتيجيات مختلفة عن السابق وطموحات تحاكي انجازات الوطن للمحافظة على المستوى التعليمي الذي وصل اليه الاردن ، واذا جاءت بهم السياسة الى هذه المواقع فليكن الارتقاء بالتعليم العالي هدفهم وليس السياسه.
bsakarneh@yahoo.com