الحيادية وهيئة الاعتماد ..
د. أنس السعود
19-09-2019 11:24 PM
أتردد كثيراً كلما اردت التحدث عن هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وضمان جودتها، وذلك لأسباب كثيرة من أهمها أني احترم القائمين عليها وثانياً أني أؤمن بأهميتها لتحسين جودة التعليم العالي في الأردن، ولكن!!!
الهيئة لا تملك سلطة رقابية على الجامعات الرسمية كتلك التي تملكها على الجامعات الخاصة، دور الهيئة فيما يتعلق بالجامعات الرسمية يقتصر على التنبيه والانذار الورقي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع. أما عندما يتعلق الامر في الجامعات الخاصة فتلعب دور المتربص للاخطاء إلا من "رحم" ربي من هذه الجامعات.
ما جعلني اكتب هذا المقال أمران، الأول يتعلق بتغاضي الهيئة عن قبول الجامعات الرسمية مؤخراً لآلاف الطلبة فوق الطاقة الاستيعابية للجامعات الرسمية التي تعاني اصلا من تكدس الطلبة وقلة أعضاء هيئة التدريس فيها.
لماذا لا تشترط الهيئة على الجامعات الرسمية تعيين ما يكفي من أعضاء الهيئة التدريسية لاستيعاب الطلبة الجدد كما تفعل مع الجامعات الخاصة؟ نريد من الهيئة ان تكون مستقلة وتفرض هيبتها على الجامعات الرسمية قبل الخاصة ان كانت فعلاً تسعى لضمان جودة مؤسسات التعليم العالي في الأردن والا فأقترح تغيير مسماها لتصبح هيئة اعتماد الجامعات الخاصة وضمان جودتها (والقارمة على حسابي).
أما الأمر الثاني فهو ملف شهادات ضمان الجودة لمؤسسات التعليم العالي في الأردن والذي أتمنى على الهيئة التي انجزت الكثير في هذا المجال ان تستعين بمقيمين خارجيين من ذوي الخبرة في هذا المجال وممن ليس لهم علاقات او مصالح مع اي من الجامعات الأردنية، لا أن تستعين بأعضاء هيئة تدريسية من مختلف الجامعات (مع كامل محبتي واحترامي وشهادتي في ان بعضهم على قدر عالي من الكفاءة) الا ان عنصر العلاقات في بلدنا له تأثير سواء كان هذا التأثير سلبي ام إيجابي.
وبالامس نرى ان الهيئة تعتقد انها قطعت خطوة الى الامام من خلال عقد دورة تدريبية مدتها يومان نصفها كلمات واستراحات قهوة ينتهي الامر بالمشارك في هذه الدورة بأن يحصل على شهادة "مقيم جودة تعليم عالي معتمد"! (مع إحترامي لكافة المشاركين والذين اشهد أيضاً بأن بعضهم على قدر عالي من العلم والكفاءة ومنهم الأستاذ الدكتور أحمد الخصاونة، وهم اكبر بكثير من هذه الشهادة).
بربكم ما هذا؟
ألا يمكن ان يكون المقيم الذي تختاره الهيئة لتقييم احدى الجامعات بينه وبين القائمين عليها امور شخصية او مصالح؟
أستحلفكم بالله ان كنتم جادين بالحيادية ان تستعينوا بمن هم خارج هذا القطاع بالكامل والأفضل من خارج الاردن..
هذا الرأي يندرج تحت النقد البناء واكرر احترامي للهيئة والقائمين عليها