الانتخابات الإسرائيلية .. لا جديد
د. عبدالله صوالحة
19-09-2019 12:22 PM
انتهت الانتخابات الاسرائيلية ولَم ينتصر احد بل عمقت نتائج الانتخابات أزمة اسرائيل التاريخية وهي عدم وجود أغلبية سياسية لأي حزب سياسي يكون قادر من خلالها على تشكيل حكومة مستقرة دونما اللجوء الى شركاء في الائتلاف الحكومي ، وربما يكون أحد أسباب هذه الظاهرة هو النظام الانتخابي في اسرائيل وعلى وجه الخصوص نسبة الحسم المنخفضة التي تتيح للأحزاب الصغيرة تمثيل نفسها وبالتالي تشظي البرلمان الى قطاعات سياسية متناهية الصغر لكنها تشكل عائقا أمام الأحزاب الكبيرة نسبيا كما تبتز النظام السياسي بأكمله وأحيانا يكون مستقبل الحكومة مرهون بيد حزب صغير وخاصة أن هذه الأحزاب ذات طبيعة دينية متشددة .
رفع نسبة الحسم من الحلول المطروحة لتجاوز هذه المشكلة ،لكن ايضا هناك مخاوف من قيل المواطنين العرب بحيث يخشى عدم تجاوزهم نسبة الحسم بالشكل الذي يبقيهم بلا تمثيل ،لكن هذه المشكلة يمكن التغلب عليها بضمان توحد الأحزاب العربية .
حسب نتائج الانتخابات شبه الرسمية لا يوجد احد يستطيع ان يشكل حكومة من الناحية السياسية فليس هناك حزب يمتلك 61 عضو كنيست ، وخسارة حزب الليكود بفارق مقعد او مقعدين عن حزب كحول لاڤان لا يعني شيئا البتة، فالمسألة في اسرائيل متعلقة بالمعسكرات وليس بالأحزاب ، حتى المعسكرات لن تنجح في تشكيل حكومة دونما اللجوء الى تحالف مع حزب إسرائيل بيتنا ، معسكر اليمين لا يملك أكثر من 56 مقعد وكذلك معسكر اليسار والوسط بما فيه القائمة العربية .
احتمالات تشكيل الحكومة متعددة وهناك سيناريوهات كثيرة لا يمكن ترجيح احدها لكن يمكن الإشارة الى بعضها :
الأول هو قيام حكومة وحدة وطنية بين الليكود وكحول لاڤان واسرائيل بيتنا بدون الأحزاب الأصولية وبدون الأحزاب العربية ،وتكون رئاسة الحكومة بالتناوب بين الحزبين سنتين لكل منهما ، مشكلة هذا السيناريو أنه لا يجيب على عدة اسئلة ، من يكون الأول في التناوب ، وهل تكون بدون نتنياهو كرئيس لليكود ، وكيف تحل مشكلة يائير لبيد رئيس حزب يش عتيد الذي انفق مع بني غانتس على حكومة تناوب .
السيناريو الثاني هو حكومة ضيقة برئاسة بني جانتس تضم أفيغدور ليبرمان والمعسكر الديمقراطي وحزب العمل جيشر ، لكن هذه الحكومة تحتاج الى القائمة العربية المشتركة كجسم مانع بحيث لا تدخل في حكومة واحدة مع ليبرمان والجنرالات لكنها تؤمن لها أغلبية وغطاء سياسي داخل الكنيست . حدث هذا السيناريو في 1993-1995 تحت حكم إسحاق رابين عندما كان يحتاج دعم الكنيست لاتفاق أوسلو .
السيناريو الثالث : هو خليط من المحاولات مثل انشقاق في حزب الليكود وإزاحة نتنياهو ، او نجاح نتنياهو في جذب ليبرمان وتشكيل حكومة يمينية او نجاحه ايضا في جذب المعسكر الديمقراطي أو حزب العمل ،، أو انشقاق موشيه كحلون عن الليكود والانضمام الى بني جانتس ، او نجاح حزب ازرق ابيض بإقناع حركة شاس بالانضمام الى تحالف اليسار ،، كل ذلك يبقى واردا وكل التصريحات المبدئية لقادة الأحزاب هي قابلة للتغيير وربما الهدف منها رفع السعر التفاوضي والحصول على مزايا أكثر .
السيناريو الأخير هو اللجوء إلى انتخابات مرة اخرى .
في حال قيام حكومة وحدة وطنية بين الليكود وحزب كحول لاڤان تصبح القائمة العربية المشتركة هي اكبر احزاب المعارضة ويصبح ايمن عوده هو رئيس المعارضة وهذا له استحقاقات كبيرة فحسب القانون في اسرائيل فان رئيس المعارضة يجب أن يحصل على تقارير دورية ومحدثة من جميع السلطات السياسية والأمنية ويجب الاطلاع على تقارير أمنية ، كما يتوجب على كل ضيف خارجي يزور إسرائيل ان يلتقي معه ،، هل اسرائيل جاهزة لمثل هذه الحالة التي يكون فيها رئيس المعارضة سياسي عربي ؟ والسؤال الأهم هل القائمة العربية والوسط العربي جاهز لأن يكون في هذا المستوى من التمثيل السياسي والدبلوماسي والرمزي في دولة إسرائيل؟ .
Mutaz876@gmail.com