متطلبات الحياة الكريمة للمواطن ..
فيصل تايه
19-09-2019 11:06 AM
على الدوام يترقب المواطن العادي الأفضل في حياته وإن علاه غبار المعتركات الكلامية للمسؤولين فإنه سينفضه عنه في آخر النهار ليتوجه مع بزوغ أشعة الصباح إلى الكدح اليومي لتوفير متطلباته الحياتية ، وربما صار المواطن يدرك أن السياسة والوجاهة والعنجهية والنفخة الفارغة هي عمل من لا عمل له ، أو أنها مهنة الكلام الكثير والأفعال العديمة.
المواطن .. يهمه الآتي والملموس في حياته المعيشية ، يهمه استقرار الأسعار وزيادة الدخل وتحسن الخدمات ، يهمه أن يذهب طفله إلى مدرسة نظيفة ومعلمين مؤهلين ، يهمه سعر الدواء والخبز ، وانتظام مرور موزع جرات الغاز ، والحصول على شقة للإيجار بسعر مقدور ، وماء وكهرباء باسعار معقولة .
المواطن .. مشغول بما فيه الكفاية ، يريد الأمان والاستقرار وهدوء البال ، يحلم بإجازة للذهاب بأطفاله إلى شواطئ العقبة الجميلة ، يحلم بمشروع حيوي في منطقته يخدمه ويخدم جيرانه .
من تأكيد المؤكد أن ما يدور في الدهاليز لا يعني المواطن في شيء ، بل أصبحت لديه مناعة مكتسبة ضد الافتراءات والأكاذيب للسياسين والاقتصاديين والنقابيين التي لا تفتأ الصحافة تتبرج بها مادحة وقادحة ، محرضة ومنفرة ، ولتكن هذه دعوة لكل المنافقين والعابثين بامن المواطن والوطن ليتركوا المواطن في حاله بعيداً عن المزايدة والمكايدة ، بعيداً عن الوعود بالجنان الخضراء والفراديس الموعودة ، وبعيداً عن أجر التثوير أو حسنات التنفير.
مع التأكيد ان لا توجد منطقة وسطى بين الدولة واللادولة ، فإما هذه وإما تلك ، صحيح أن الزمن لا يمكن أن يعود إلى الوراء لتدارك أخطاء الماضي لكن هذا هو أملنا في المستقبل ، هذا هو أملنا في الاصلاح والمواطنة ، هذا هو أملنا في الاردن الذي نعرف كيف يمكن أن نحافظ عليه وقد كشفت لنا الماضي والحاضر كثيراُ مما كان يطفو على السطح الاجتماعي من أمراض اجتماعية لا تزال تتحكم بذهنية البشر .
واخيرا .. فكم نحن اليوم بحاجة إلى رجال أكفاء فاعلين وطنيين شرفاء يخافون على الاردن من كل الرياح العاتية ، أما الاقصائيون والقطع الاثرية والعقول المتبلدة فمكانها المتاحف والمصحات ، بل على هؤلاء ان يعلموا أن الاردن ليس لهم وحدهم ، وليس الدوار الرابع فحسب ، او علماً وسفارة ، وليس مكاتب ووزارة ، الاردن مساحة تبيض بالحياة ، تولد فيها الاحلام وترسم على ملامحه السواعد المنصهرة في حبه المقدس ، الاردن هو عنوان وجودنا ، فدعونا نفكر كيف نكون نحن عنوان وجوده
والله المستعان
مع تحياتي
فيصل تايه