من الواضح ان الرئاسة الاسرائيلية ستتجه لإختارغانتس رئيس حزب ازرق ابيض، او ليبرمان احد اقطاب حزب بيتنا لتشكيل الحكومة وليس نتنياهو وفقا لنتائج الانتخابات الاسرائيلية التي اجريت امس الثلاثاء .
نتنياهو حاول استباق النتائج التي يعرف خلاصتها بتسويق نفسه وبالرمق الاخير داعيا الاحزاب الفائزة بالتحالف معه لتشكيل الحكومة متحججا كالعادة بوجود دولة قوية قادرة على مواجهة التحديات والظروف والمعطيات الاقليمية والدولية والتي تتطلب حسب رايه تشكيل حكومية قوية صهيونية قادرة على مواجهة كل المعطيات وخاصة الموضوع الايراني الذي جعل منه نتنياهو ورقة رابحة في الانتخابات الاسرائيلية وموضوع الفلسطينيين الورقة الضاغطة على الناخب الاسرائيلي , اضافة لمشروع صقثة القرن والمواقف الامريكية الداعمة المطلقة لاسرائيل والتي مثلت عند نتنياهو النصر الاكبر الذي سيحقق لاسرائيل كل تطلعاتها ؟! .
حيث ركز نتنياهو في خطابه بعيد الانتخابات على دعوة الكتل والاحزاب الناجحة بالانتخابات للتحالف معه وعزل الكتل العربية الموحدة التي وصفها باعداء الصهيونية .
غانتس رئيس حزب ازرق ابيض رد بالقول بان اسرائيل تستحق حكومة ديمقراطية بعيدة عن الفساد ،و مجتمع صالح وعادل للاسرائيليين والتي عبر عنها الاسرائيليون باختيارهم لاعضاء الازرق الابيض ، ورفضوا نتنياهو رغم كل الحملات الامنية التي تبناها ووعد بها ، وخاصة ضم الاغوار والمستعمرات المحاذية للخط الاخضر والخليل وغيرها وهي مغريات تلاعب بها نتنياهو محاولا الحصول على الاغلبية التي تمكنه من الحصول على الحصانه والهروب من المحاكمة المنتظرة بتهمة الفساد .
الواضح ان ملايين الاسرائيليين يرفضون مسيرة نتنياهو واسلوبه في التعامل مع القضايا الاقليمية وتعريض اسرائيل وامنه الى تهديدات و تصوير اسرائيل كدولة لا تحترم العهود ولا المواثيق ولا القرارات الدولية , وبتصرفات صبيانية وعقلية بوليسية قرب المنطقة من اللهيب والصراع وتهديد الامن في المنطقة وبالتالي امن اسرائيل والانجازات السلمية التي تم الوصول اليها , اضافة الى فقدان ثقة دول العالم بإسرائيل حتى باتت كدولة شبه معزولة , اضافة الى ان التعلق الكلي بالمواقف الامريكية (ترامب ) هي مجرد مغامرة قد تحرج اسرائيل او قد لا تنجح خاصة وان الاطراف المعنية بالقضية الفلسطينية كالفلسطينيين والاردن رافضة ولا بد ان تتبعها العديد من الدول العربية والاسلامية وبالتالي سيعرض الكيان الاسرائيلي( في حالة تغير الادارة الامريكية ) الى خطر قد ينعكس على اسرائيل .
غانتس تحدث مع الكتل الناجحة بما فيها بيتنا واعلمهم رغبة الشعب الاسرائيلي الذي رفض منح نتنياهو الاغلبية بهدف حماية مجتمع اسرائيل ومستقبل اسرائيل .
التحالفات مفتوحة واقامة حكومة وطنية من الليكود وازق وابيض وبيتنا يمكن ان تكون مقبوله اسرائيليا ولكنها صعبة من الناحية السياسية فهناك اختلاف بين رؤى الاحزاب وتوجهاتها وانطلاقاتها نحو الناخبين وهي اقرب للتناقض , فالحملة الانتخابية للازرق ابيض قامت على العدالة ومحاربة الفساد وحماية مصالح اسرائيل , وبطريقة تخدم مجتمع اسرائيل وهذا مؤشر على رفض سياسة واسلوب نتنياهو في التعامل مع القضايا الداخلية والخارجية , وهذا ما ايده الشعب الاسرائيلي الذي وجد نفسه باتجاه سياسات حكومية تستفز كل دول العالم مما وضع اسرائيل في حالة من العزلة , مقابل رهان على الادارة الامريكية التي من الواضح انها تنسف ما حققه الاسرائيليون عبر التاريخ الحديث في التعامل مع دول المنطقة .
غانتس والاحزاب الاسرائيلية الاخرى تدرك ان نتنياهو رجل مستفز وانه غير صالح للقيام بمسؤولية الحكومة كونه مطلوب للعدالة وهو يسعى للهروب من ذلك نحو منصب الرئاسة في الوقت الذي يدرك الشعب الاسرائيلي ان استخدامه لعناوين استفزازية وخاصة ضم وادي الاردن وما يعني ذلك من التأثير على اتفاقية السلام وموقف الاردن وهو ما لا يقبله الكثير من الاسرائيليين الذين يدركون البعد الاستراتيجي لهذه العلاقة ساهم بانقلاب السحر على الساحر ولتكون عنصر هدم لا بناء بالنسبة لنتنياهو.
الواضح ان الامر سيسير نحو تشكيل حكومة برئاسة غانتس ومشاركة الاحزاب الاخرى واقلية ليكودية او بدونها او الدعوة لإنتخابات جديدة بعد مرور ما لا يزيد عن 4 اشهر دون التوصل لإتفاق