لَمْ يُغَيِّبِ الآلم يَوْمَا السَّعَادَة
الاب محمد جورج شرايحه
17-09-2019 11:14 AM
السعادة جوانية الحلول ، كيانية الالتصاق ، هي في وجدان من سكنته ،من فتح ابواب قلبه لسكنى الروح .فتصير هي منظور وجودي ومصدر انبهاري اليومي ، فمن نبعت السعادة تدفقا فيه ، من الداخل الى الخارج ، كالأرض الخصبة في نفسه ، لن يستطيع شيء ان يسرق او يسلب جذور تلك السعادة ، على العكس ستصنع في الاخرين سعادة مثلها ، وحتى الالم وان كان تمرين شاق ، الا انه منعش في كيانه ينشط فينا الروح.
لاشك في ان لكل واحد منا صليبه في الحياة، مع مرعاة الاختلاف في طبيعة ذلك وفي كيفية تقبل الصليب
فهناك من يرفضه ويتذمر منه ويحاول عبثا ان يتمرد عليه ،وبالمقابل هناك من يتقبله، يتعايش معه ،يصبر عليه راجيا ان يأتي يوم يكون قد تحول صليبه الى مجد النهوض والقيامة.
وبين هذا وذاك هناك فكرة اساسية في المسيحية وهي ان للانسان الحرية في الثورة على الظلم ليس لاجل نبذ الالم والهرب منه بقدر ما هو حرية للظالم بأن يتخلص من شر اعماله،ان اساعده في ان يترك فعله الشرير مجبرا، واستجابة لثورتي .
وهي ثورة يسوع على منافقة الخادم ارضاء لرئيس الكهنة وقتئذ، كما يُغيب كثير من الخدام ضمائرهم لاجل مصالح ارضية خسيسه .
ولما قال هذا لطم يسوعَ واحد من الخدام كان واقفاً قائلًا: أهكذا تجاوب رئيس الكهنة.
أجابه يسوع إن كنت قد تكلّمت رديًا فاشهد على الردى وإن حسنا فلماذا تضربني؟" (يو18: 19-23).
انا ما بحثت يوما عن الالم ، فهو الذي يأتي الي من ضعف جسدي ، ومن تسلط اخوتي ، ومن نقص الطبيعة التي شوهتها كراهية الانسان واستحواذه على خيراتها بطرق غير مشروعة، انه كبرياء الجشع والتوغل على ضعفنا،لطالما كانت وحشية الانسان اكثر الما من جوع وحوش الحيوانات .
لا تقوى من وجع ايذاء اخوتي لي ،طلما انا عارف بطريق خلاصي منهم ،فيجب علي ان ارفض وجعهم واتحرر منهم
الكنيسة صلت منذ المسيح الى يومنا هذا لاجل شفاء اوجاع البشر ، ولم تقل يوما الا بالصبر على الوجع حتى الشفاء
وجع الصليب يقود حتما الى القيامة
وما القيامة الا سعادة ابدية .