لم يتم تعيين سفير اردني في طهران حتى الان لان العلاقات بين عمان وطهران متوترة بشكل غير معلن بسبب قضايا كثيرة والحكومة حتى الان لم تعين سفيرا في طهران على الرغم من وجود توقعات بقرب تعيين سفير هناك الا ان شهورا طويلة مرت دون وجود سفير في سفارتنا في ايران.
للأردن مصالح عليا يفهمها بطريقته وينفذها من اجل استقراره والعلاقة الاردنية الايرانية توترت بشدة منتصف التسعينات ، بسبب ماتم الاعلان عنه رسميا من وجود تحركات ايرانية في الاردن ، وتم طرد دبلوماسي ايراني انذاك ، وكان الايرانيون يتذرعون بسماح الاردن بنشاطات لمنظمة مجاهدي خلق في الاردن ، وفي النهاية لم يتبق اي مكتب لمجاهدي خلق .
ذات الذيول بقيت اذ ان الاردن لمس مرات ومرات ، تثويرا ايرانيا لاي قضية ، من زاوية الاردن ، فجوبهت السفارة الاردنية في طهران بمسيرات ومظاهرات في ظروف مختلفة ، حتى ان امتدادات التيار الايراني في العراق ، تعمل علنا ضد الاردن ، بشأن مصالحه الاقتصادية والسياسية.
حين لايرسل الاردن سفيرا الى طهران ، حتى الان ففي هذا رسالة ، والاردن لايريد التدخل في سياسات ايران ، كل مايريده ان لايكون الاردن هدفا لاي نشاط ايراني ، سري او علني ، سياسي او اعلامي او من اي نوع اخر ، ربما لدى الجهات الرسمية تفسيرات اكثر عمقا لعدم ارسال سفير الى ايران حتى اليوم ، وربما تنتهي شبه القطيعة بتعيين سفير ، على الرغم من ان الاصدقاء في وزارة الخارجية يلمحون الى ان القصة لاتتسارع كما يجب ، وقد وسّط دبلوماسيون كثر من رتبة سفير ، وشخصيات نافذة ، من اجل تولي حقيبة السفير ، الا انهم جوبهوا بصمت ، وتأجيل للموضوع.
من مصلحة ايران ، ومصلحة الاردن ايضا ان يحدث انفتاح محسوب ومدروس في العلاقة بين البلدين ، لاعتبارات كثيرة ، شريطة ان يحدث التزام بخصوصية الظرف الاردني ، وحرمة الساحة الداخلية باعتبارها لن تكون ملعبا لاحد ، تحت اي عنوان ، وفي ظل التغيرات التي تجري في المنطقة فأن علاقات ايجابية بين ايران الاقليمية الكبرى الشيعية وتركيا الاقليمية الكبرى السنية امر مهم لنا ، سياسيا واقتصاديا ، حتى لانصحو وقد وجدنا معسكرا جديدا يتشكل وفقا لتحالفات جديدة ، رئيسة وفرعية ، والمشهد الاقليمي يشي بالكثير ، خصوصا ، ان صدق عباس باستقالته ، واحتمالات الفوضى والانفجار في الضفة الغربية ، وغير ذلك من حسابات.
في عمان هناك قائم بالاعمال في سفارة طهران ، يتحرك بشكل محدود ، ربما هو يدرك حساسية الظرف ، لكنه كان لافتا للانتباه مؤخرا في امرين ، الاول زيارته الى صحيفة يومية ، ثم رد السفارة المكتوب على معارض ايراني في صحيفة يومية اخرى ، والواضح ان هناك تسخينا على جبهة الاعلام ، لكننا لانعرف ان كان هذا يأتي من باب المناكفة ، ام من باب الدور الطبيعي للسفارات ؟
لسنا مع القطيعة ، ولسنا مع جمود العلاقات ، لكننا ايضا مع الاردن اولا.
mtair@addustour.com.jo