نعم .. احبها .. !د. زيد حمزة
17-09-2019 12:15 AM
وسط كل هذه الأزمات والمصاعب التي تحيط بنا من كل الجهات وتخترق حياتنا الخاصة والعامة هل بقي متسع للحب أو حتى لمجرد الإشارة إليه دون خوفٍ من غضب هنا أو استهجان هناك؟ أم أن الأمر مجرد ترف فكري لا علاقة له البتة بهمومٍ اكبر واخطر ينبغي الاشتباك معها؟! وقبل ان تمضيَ بكم الظنون فتظلِمون(!) أسارعُ بالقول إن هذا الاعتراف العاطفي مكرّس لحبي لعمان حد العشق رغم أني لم أولد فيها بل في السلط ولم أتعرف على مشاعري نحوها الا في السابعة بعدما اختلطتْ بدهشات رفاق المدرسة والمظاهرات والكشافة والمعلمين والمكتبة وملعب كرة السلة ثم الشوارع والادراج والدكاكين وباص المحطة وسينما البترا وجرائد آتية من فلسطين وقطار قيل انه يسافر الى الشام أو مصر مروراً بحيفا فغزة، ثم يكبر هذا الحب مع العمر وعمانُ تنمو وتتطور كعاصمةٍ وأمٍّ لكل الأردنيين بفضل سواعدهم وعقولهم في وجه تحدياتٍ وضائقاتٍ اقتصاديةٍ ما فتئت تشتد التفافاً حول اعناق الغالبية العظمى منهم، لكن ومضات اصيلة ظلت تشرق بالأمل على قلوبهم المكدودة فتراهم في ندوات ادبية تتحول الى سياسية او في دواوين عزاء ترقى بهيبتها لمهرجانات وطنية جليلة او في حوارات ساخنة على وسائل التواصل تضج بالشكوى والسخرية،ويتسع حضن عمان بين فينة وآخرى لأفئدة ترهقها النهارات بعذاباتها فترنوْ للراحة في امسيات فنية كالتي دعتنا لها الاسبوع الماضي السفارة الاسبانية حيث استمتعنا في مسرح الحسين الثقافي بفرقة فلامنكو هزت اعطافنا مع اوتار قيثارة الفنان أمير جون حداد ذي الاصول الفلسطينية (الناصرة) بمصاحبة مطربٍ أشجانا بما لا يشبه الموشحات أو المواويل أو المقامات وراقصةٍ بهرتنا بالوان محدَّثة تماهت مع نقرات ضابط الايقاع على طبلته،ولعل ما اضاف لمتعتنا متعة في نهاية الحفل تلك الكلمة القصيرة الرشيقة بليغة الاشارات التي اثنى بها سمو الامير الحسن على الفرقة الاندلسية بلغات عدة لامست ثقافات الحضور الآخرين من الدبلوماسيين.. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة