ابراهيم غرايبة يكتب : قصص نجاح عبر الإنترنت
ابراهيم غرايبه
06-11-2009 04:22 PM
** موقع عمون قصة نجاح عبر الإنترنت، فقد تمكن فريق الموقع من إنشاء موقع هو من الأكثر تأثيرا وانتشارا في الأردن ..
للأسف الشديد فإن القاعدة وأخواتها أوضح مثال على العمل الكبير والممكن أن يقوم به الصغار وعبر الإنترنت، ولكنها مقولة مغالطة، فهناك قدر غير محدود من الأعمال والفرص الممكنة للنجاح عبر الشبكة العالمية.
يعتبر موقع عمون قصة نجاح عبر الإنترنت، فقد تمكن فريق الموقع من إنشاء موقع هو من الأكثر تأثيرا وانتشارا في الأردن، وهو أيضا موقع ناجح بالمعيار التجاري والربحي، وبالطبع فإن عمون ليس القصة الوحيدة في الأردن عن نجاحات عبر الإنترنت.
يعرض توماس فريدمان تجربة شركة "أرامكس" الأردنية كقصة نجاح لمشروع شبابي بدأ صغيرا، واستطاع توظيف فرص العولمة والشبكية لبناء شركة عالمية للشحن، وقد استطاعت هذه الشركة الصغيرة "أرامكس" للخدمات البريدية أن تحل محل شركة عملاقة مثل إيربورن، فقد تمكنت من قيادة شبكة من الشركات التي تعمل في مجال الشحن وتسليم الطرود في جميع أنحاء العالم، وأن تطور نظاما شبكيا وحاسوبيا لإدارة وتنظيم هذا النشاط العالمي من عمّان. وكل ما احتاجه هذا النظام القائم على الشبكة هو برنامج تصفح، وكلمة مرور إلى شبكة أرامكس ليتيح للشركاء الدخول إلى نظام إدارة عالمي للشحن.
المبادرات الفردية على أهميتها لا تكفي لتحقيق النجاح المنشود، فنحتاج إلى مباردة كبرى تشارك فيها الحكومة والجامعات والشركات لإنشاء مجتمعات وبيئة أعمال على الإنترنت، في الإبداع والتصميم والمحاسبة والأعمال الهندسية والإدارية والتسويقية والتعليم والتدريب والمناهج والاستشارات والبرمجة، وبالطبع فإنه يلازم إجراء عملية تأهيل شاملة وتدريب لأصحاب الأعمال والمهن.
ويبدو لي أنه مسار حتمي وكلما أسرعنا في تطبيقه فإننا سندخل السوق العالمي ونحمي أعمالنا وفرصنا المحلية أيضا حتى لا تتسلل عبر الإنترنت إلى العالم الخارجي، ذلك أن الشبكة أنشأت سوقا واحدا من السلع المعرفية والأعمال وهي متاحة للبيع والشراء في منافسة تحكمها الجودة والأسعار، وقد استطاعت الهند على سبيل المثال، بتأهيل مواطنيها في المهن واللغة الانجليزية، ان تستحوذ على حصة كبيرة من السوق، وتنقل إليها ملايين الفرص الوظيفية والأعمال.
هذه البيئة العالمية الجديدة تتيح أيضا المجال وتسهل كثيرا من الأعمال غير القانونية، مثل التصوير بالهاتف الجوال والغش في الامتحانات لطلبة المدارس والجامعات، والاستبداد السياسي، والإرهاب والتهريب والجرائم الجنائية، بل واستخدام التقنية لأهداف مناقضة تماما للانفتاح العالمي كتكريس الانغلاق والتخلف والعزلة أيضا.
والتقدم والنجاح لا يتحققان تلقائيا.
ibrahim.ghraibeh@alghad.jo
عن يومية الغد ..