72 ساعة تحدد مصير نتنياهو!
حسين دعسة
16-09-2019 01:50 AM
ربما تشهد الساعات الـ72 ساعة القادمة، ما يقرر حال دولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى لفلسطين؛ ذلك أن انتخابات الكنيست دخلت ثلاثة أنفاق مظلمة، وكانت تذاكر الرحلة بدعم ورعاية أمريكية إيرانية أممية.
صباح يوم 17 سبتمبر أيلول الجارى، تتجه إسرائيل الكيان المحتل، كدولة تمارس وهم الديمقراطية إلى صناديق الاقتراع التى دخلت هى - أيضًا- الأنفاق، فقد غيب رئيس وزراء الكيان الإسرائيلى السفاح نتنياهو فرص تحقيق العدالة فى الدعاية الانتخابية، ووظف الجيش والشرطة لضرب الجنوب اللبنانى وأراضي العراق وسوريا والبوكمال وغزة كأنه يوزع المنشورات الانتخابية بسلاسة ودعم أمريكي وغربى لا محدود.
.. ربما كانت تحليلات صحيفة «واشنطن بوست» الأقرب إلى الكشف عن نهاية نتنياهو ودخول إسرائيل الكيان المحتل فى دوامة انهيار الدولة اليهودية العسكرية الفاسدة كما أراد لها نتنياهو بالتحالف مع الإدارة الأمريكية وبرعاية مباشرة من الرئيس ترامب.
تقول الواشنطن إن «الانتخابات الإسرائيلية قد تفضى إلى طريق مسدود»، نتيجة لتقارب مؤشرات الأصوات - التى من الممكن تحصيلها - بين الليكود بزعامة نتنياهو، وحزب أزرق أبيض، بزعامة بينى غانتز.
وهنا تتضح حساسية الـ72 ساعة المقبلة على شخصية مجرمة وسفاحة وعنصرية مثل نتنياهو الذى قد يضحى بمستقبله السياسى ويقود حربًا - غالبًا متوقعة بحذر- على قطاع غزة ومن ثم جنوب لبنان، ذلك أن مؤشرات الداخل اليهودى تقول: إن نتيجة الانتخابات الإسرائيلية لن تفرز «منتصر» أو عدم وجود منتصر واضح قادر على تشكيل ائتلاف يقود الحكومة.
.. وقبيل الـ 72 ساعة الحرجة، أخضع نتنياهو الغباء والسخف والعنصرية على العالم من خلال «تعهد برغبة استجرار الأصوات»، مطلقًا وعدًا بضم غور الأردن فى حال إعادة انتخابه، ناسيًا أو قاصدًا أن فى ذلك «انتهاكًا للقرارات الأممية وللقانون الدولى» ومحاولة لتأليب اليهود الصهاينة فى المستعمرات على الشارع الفلسطينى المقاوم. وبالتالى إخضاع اليهود إلى استباحة «سرقة للأراضى وتطهير عرقى ومدمر لكل فرص السلام»، دون مؤشرات على وعى سياسى، ما يدل على نهاية نتنياهو الذى دخل الأنفاق الثلاثة باحثًا عن الأصوات وسط الجنون والجنوح نحو الحرب!
72 ساعة مصيرية حقًا، ولكن متغيرات الغباء السياسى الإسرائيلى الأمريكى تؤثر على نتيجة انتخابات الكنيست، ويبدو- وهذا مهم- أن الإدارة الأمريكية تريد مشجبًا إسرائيليًا لتعليق خطة صفقة القرن ودفنها، قد يحدث ذلك بعد حرب انتقامية لجر إيران نحو المزيد من دعم الإرهاب من خلال حزب الله وحماس وجبهة النصرة وحتى الإخوان، بهدف تجميل صورة ترامب أمام الناخب الأمريكى وبالذات بدعم من اللوبى اليهودى فى الولايات المتحدة..
تقول حرير الروح: لنترقب ونرى ونسمع!
عمليًا يحتاج الليكود لتأمين 61 مقعدًا فى الكنيست حتى يتمكن من تشكيل الحكومة وفى ظل الغباء العنصرى، لن يتمكن الليكود من تأمين 61 مقعدًا فى الكنيست عبر قوى داخلية وخارجية استغلت الواقع الحرج، ورفضت التحالف مع حزب (يمينا) اليمينى، وحزبى (شاس) و(يهودية التوراة المتحدة) المتطرفين، وبهذا لن يتمكن نتنياهو من تشكيل حكومة إذا لم يجمع بين عدد من أعضاء حزب أزرق أبيض مع حزب يمينا والأحزاب الأرثوذكسية المتطرفة، ليشكل تحالفًا لديه أكثر من 61 مقعدًا فى الكنيست.
...وفى واقع الـ72 ساعة المقبلة، من الضرورى أن نعى أن النظام الانتخابى فى إسرائيل يعتمد على التمثيل النسبى - يحصل كل حزب على حصة من المقاعد البرلمانية بما يتناسب مع عدد الأصوات التى حصل عليها- وتاريخيًا لم يفز أى حزب بالأغلبية المطلقة فى تاريخ الكيان الصهيونى.
فاصلة؛؛
.. لم نكن نعرفه رُغم أنه كان دائمًا حولنا..إنه المفكر المؤرخ الاقتصادى السياسى الأمريكى الشهير إيمانويل فالرشتاين الذى توفى عن 88 عامًا، وهو يعرف فى الأوساط الأمريكية والغربية وروسيا بأنه صاحب نظرية «النظام العالمى الجديد» التى نشرها فى أربعة أجزاء، منذ منتصف السبعينات وصولًا إلى 2011.
هذا الرجل صقل الفكر السياسى الغربى ونما نظريات السيادة والروح العنصرية للسيادة الأمريكية الموهومة.
وضع لمفاهيم «المركز والأطراف وشبه الأطراف» وعمل ـ مرحليًا ـ ضد الرأسمالية والعولمة، ولأسباب سياسية دعم تحرر الأكراد وقوى أخرى فى أمريكا اللاتينية وأفريقيا، وآخر كتبه صدر عام 2015 بعنوان: العالم غير مشترك: التفسيرات التاريخية العالمية للاستقطاب المستمر، The World is Out of Joint: World-Historical Interpretations of Continuing Polarizations, 2015.
وفيه قال: عالم اليوم، فى الحقبة الحاليَّة من سيرورة العولمة، ليس بحالٍ أفضل كثيرًا عن العالم الذى ظهرت فيه صرخات منظّرى مدرسة التبعيَّة وتفريعاتها الحديثة من أوروبا وأمريكا اللاتينيَّة وأفريقيا وأمريكا (فرناندو كاردوسو، راؤول باربيش، جوندار فرانك، سمير أمين، إيمانويل أرغيرى، جيوفانى أريغى، … وغيرهم) عالم زاخر بالمشاكل والأزمات الحادَّة التى ساهمت سيرورة العولمة فى زيادة إدراكها؛ ابتداءً من الفقر والبطالة وسوء توزيع الثروة إلى الاحتباس الحرارى إلى انتشار العنف والنزاعات المسلحة، والتنظيمات القوميَّة والدينيَّة المتطرفة، والإرهاب، والشّعبويَّة..
إنَّ أهمَّ نقد تعرَّضت له نظريَّة التبعيّة ثمَّ نظريَّة فالرشتاين «النظام العالمى الجديد»، هو الادعاء بأنَّها فشلت فى تفسير ظاهرة النمو فى دول النمور الآسيويَّة، وأنَّ فالرشتاين أغفل الدور الذى يمكن أن تفعله العولمة الثقافيَّة، وركَّز على الجوانب الاقتصاديَّة فقط فى تحليله للنظام الدولى.