للاسف ما نسمعه منذ أسابيع من حالة اشتباك مجلس نقابة المعلمين ووزارة التربية والتعليم للاسف لا يشكل أدنى مفاهيم الحوار الذي عرف علما ومنهجا في كل الثقافات ومعاجم اللغة وأعراف الشعوب وتقاليدها ،بل هي الجدال والمجادلة والجدل كل ذلك ينحي منحى الخصومة أو بمعنى العناد والتمسك بالرأي والتعصب له، أما الحوار والمحاورة فهي مراجعة الكلام والحديث بين طرفين دون أن يكون بينهما ما يدل بالضرورة على الخصومة،ويدل على ذلك قوله تعالى: "وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ" .
ومن آداب الحوار واسسه طلب الحق، واختلاف الآراء طبيعة بشرية، وحسن البيان، والظرف المناسب، دون ان استأثر بالحديث، وأن أكن ناصحا فلنبدأ بنقاط الاتفاق، ولنعترف بالخطأ، ونحترم الطرف الآخر، ولا نستطرد، ولا نخطّئ، ولا نتعصب، ففرق بين الجدل المذموم والنقاش والحوار اذا اردنا ان نخرج من نفق اي خلاف .
المعلم على حق بالعيش الكريم أمام رسالة وواجبات يقدمها بأمانة انتقلت من الوالدين بالبيت له في غرفة الصف، والحكومة مبرراتها في عدم تلبية مطالب المعلمين ولكن الطريق ليست مغلقة ان جلسنا إلى التفكير والتدبير معا، ويمكن أن تتقاطع المطالب مع الإمكانيات في المنتصف او قبل ذلك أو بعده بعيدا عن عقلية القلعة التي نتمترس خلفها اما رأيي والا فلا .
اعتقد ان أسبوعا ثانيا من اضراب السادة المعلمين ليس في مصلحة أحد .. لا الحكومة ولا المعلم ولا الطالب وكرة الثلج ان تابعت تدحرجها ستصل إلى واد سحيق يكلف الدولة ثمنا باهضا ،وأقول الدولة (حكومة ومواطنين ،طلابا ومعلمين)، ومن هنا فالواجب ان يدخل الطرف الوسيط الذي يفوض من كلا الطرفين في رعاية وضمان الحل الأمثل ،والوصول إلى اتفاق التفاوض بعيدا عن حالة التشنج السائدة ، مقترحا ان تذهب الحكومة إلى تسمية مفوض يمثلها وتسمي النقابة من ينوب عنها بذلك ، مع تعليق الإضراب لمدة زمنية محددة تنتهي له الحالة التفاوضية ،اجعلوا النوايا اننا نريد عنبا ولا نريد مغالبة الناطور ، فحول الحقل ذئاب تريد أن تنشغلوا عنها لتنقض عليه .