صدرت مذكرات رئيس الوزراء الأسبق السيد فايز الطراونة ثم تبعتها مذكرات المرحوم الامير زيد بن شاكر وبعد شهر او شهرين ستصدر مذكرات رئيس وزراء ثالث هو السيد مضر بدران.
قبلهم بسنوات صدرت مذكرات مدير المخابرات الأسبق السيد نذير رشيد ثم مذكرات جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه وقد حررها نقلا عن جلالته تحت عنوان ( مستشار الملك ،) بدقة جاك اوكونيل الذي عمل لسنوات طويلة مديرا لمحطة المخابرات المركزية الامريكية في الشرق الأوسط قبل أن يتقاعد ويختاره الحسين صديقا ومستشارا له وفيها ما يمس أداء ومصداقية شخصيات أردنية عملت إلى جانب جلالته .
ستكشف عين الباحث في الايام القادمة عن اختلافات وتناقضات في تفاصيل بعض الأحداث بين الروايات المتعددة ففي حين يسهب رؤساء الحكومات في إضفاء صفة العمق السياسي على رؤاهم ومواقفهم فإن السيد فايز الطراونة يسهب في عبارات المديح للعديد من الشخصيات حتى تكاد تشعر أنه يستدرج تأييدهم لما كتب ثم يسهب في شرح مجريات مفاوضات السلام والموقف الاردني ليقنعنا من حيث لا يشعر بصواب الموقف السوري من المفاوضات والتطبيع والسلام ، بالاضافة الى اسقاط افكار وتحليلات سياسية لاحقة على احداث كان دولته في الثانوية العامة عند وقوعها .
لست هنا في مجال مناقشة مذكرات السيد فايز الطراونة فلذلك وقت أخر ، ولكنني أردت أن أتساءل عما إذا كان نشر رؤساء الحكومات لمذكراتهم خدمة للحقيقة والتاريخ ام تبرئة لانفسهم من عثرات سياسية واقتصادية كانوا جزءا من أو أصحاب القرار فيها ؟؟ ، والسؤال يجر إلى سؤال ويستدرج إلى تساؤل كبير : اذا كان رؤساء حكوماتنا مفكرين وعباقرة فأين الخطأ ولماذا رجعنا إلى الوراء ؟؟! جواب واحد انهم جميعا لم يؤمنوا بالديمقراطية والتنمية السياسية بل عطلوها أو عرقلوها رغما عن الدستور