عقدت أمس السبت «خلوة» للفريق الاقتصادي في الحكومة لكن داخل رئاسة الوزراء هذه المرة، فلم تعد تجدِ «خلوات» البحر الميت ولا الفنادق بعد أن «عصلجت» القريحة الاقتصادية هناك برغم المناظر الجميلة والهدوء التام والخدمات السبع نجوم لذلك «اخذوا قرنة بالرئاسة» واختلوا علّها «تزبط» هذه المرة، بالمناسبة تعدّ هذه «الخلوة» هي الثانية في أقل من ثلاثة أسابيع.. ولسان حال العاقل يقول لو أن في الأولى فائدة لما عقدت الثانية.. ولو كان في الأولى فائدة لما قطفت نتائجها بعد... فالدورة الزراعية لـ«الفيلفلة الحلوة» تحتاج إلى أربعة ش?ور على الأقل.. فما سرّ هذه الخلوات المتلاحقة!.
شخصياً، لدّي فضول معرفة ماذا يقولون في «الخلوات».. وماذا تختلف «الخلوة» عن الاجتماع العادي.. وهل الوضع الاقتصادي المتردّي والظاهر للقاصى والداني وحسب اعتراف رئيس الوزراء نفسه بحاجة إلى «خلوات» أم إلى «خلوّات» ممن يشغرون مناصب لا هم يعملون ولا يتركون غيرهم يعمل.. يعني ماذا يجدّ في الخلوة.. وماذا ينتج عنها.. ولماذا تعقد أصلاً..؟ أليس من حق الشعب معرفة كل هذه التفاصيل..؟
تذكرني خلوات الحكومة بصديق عزيز عليّ.. يكلمني بالأسبوع مرة أو مرتين على الأقل بعد الساعة الحادية عشرة ليلاً.. «أبو عبد الله في موضوع ضروري بدي احكي معك فيه.. تعال مر اشرب قهوة».. بالفعل ارتدي ثيابي على عجل أستقل سيارتي واذهب إلى بيته.. فور جلوسي..«شو تشرب»؟.. «زهورات مليح»؟.. مليح!.. نشرب زهورات.. ثم نشرب شاي.. ونأكل بعض الحلويات بانتظار أن يفتح الموضوع المهم.. فيقول لي: «لوين شايف الأمور»؟.. أجيبه بعد صفنة طويلة: مش عارف!.. ثم نبدأ كلانا بالتثاؤب فيصنع لنا قهوة كي لا يغالبنا النعاس.. ثم أستأذن وأعود إلى ب?تي.. بعد يومين يتصل من جديد منتصف الليل.. «أبو عبد الله في موضوع ضروري لا يحتمل التأجيل بدي احكي معك فيه مرّ مر..» ارتدي ثيابي على عجل أستقل سيارتي واذهب إلى بيته.. فور جلوسي.. «شو تشرب»؟..«زهورات مليح»؟.. مليح!.. نشرب زهورات.. ثم نشرب شاي.. ونأكل بعض الحلويات بانتظار أن يفتح الموضوع المهم الذي لا يقبل التأجيل.. فيقول لي بعد ساعة من الجلوس: «لوين شايف الأمور»؟.. فأجيبه بعد صفنة طويلة: مش عارف!.. ثم نبدأ كلانا بالتثاؤب فيصنع لنا قهوة كي لا يغالبنا النعاس.. نشربها ثم أستأذن وأعود إلى بيتي.. المشكلة أنني صرت ?عرف السؤال ومع ذلك يغرر بي وبرضاي وأذهب في الأسبوع مرتين.. بالمناسبة اليوم موعد اتصاله معي.. وأنتظره على أحر من الجمر كي أقول له «مش عارف»!.
وهيك بتصير الخلوات.. أولها زهورات.. وآخرها قهوة!.. ويتخللها «لوين شايف الأمور».. والجواب: مش عارف!
ahmedalzoubi@hotmail.com
الرأي