خيار الاستسلام لم يجلب السلامة
مجيد عصفور
15-09-2019 12:25 AM
لم ينجح اتفاق عربي لمدة طويلة كما نجح اتفاقهم على اسقاط الخيار العسكري في صراعهم مع العدو الصهيوني الذي لم يحفل يوماً لا بهم ولا بخيارتهم لانه اعلم بمدى عجزهم وعدم قدرتهم على فعل شيء غير الكلام الفارغ والتنمر على شعوبهم.
ان خيار العجز الذي اختطه العرب لأنفسهم هو بالتعريف الصحيح الجبن لأن الشجاعة لا تحتاج الى اتفاق فهي فعل رجولة واقدام لا فعل ثوار واختباء خلف شعارات مخجلة معيبة لاتقنع طفلاً عربياً في قلبه غضب مزمن. اسئلة كثيرة يتهرب النظام العربي من الاجابة عنها في مواجهته الكلامية لمخططات العدو الصهيوني المستمرة في تهويد فلسطين كلها ومعاملة الشعب الفلسطيني صاحب الارض الحقيقي معاملة الجاليات التي تسكن في غير اوطانها تمهيداً لطردهم خارج فلسطين وفقاً للخطوة التالية بعد التهويد وليس وفقاً لبقية المخطط الصهيوني لان البقية تستهد? ماهو ابعد من فلسطين.
من هذه الاسئلة التي يتذكرها اصحاب خيار التفاوض السلمي لكنهم يتناسونها لعدم قدرتهم على استحضار قرارات الامم المتحدة الكثيرة واشهرها القرار 242 الذي يتحدث عن انسحاب اسرائيل من الاراضي التي احتلتها في الرابع من حزيران 1967 ثم سلسلة من القرارات التي تؤكد حق الفلسطينين في اقامة دولتهم المستقلة على الاراضي التي احتلت في حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية في ما عرف دولياً وعربياً بحل الدولتين.
ومن محطات التنازل العربي الذي لم تتوقف المبادرة العربية التي تتوسل اعترافاً عربياً كاملا من الاركان بالدول العربية مقابل الانسحاب من اراض عام 1967 وقبل ذلك بعدة اتفاقات كامب ديفيد وأوسلو ووادى عربة وما بينهما من اتفاقات لاحصر في كل منتجعات العرب والغرب فيما يشبه السياحة السياسية التي تبخرت لكنها دون اية نتيجة سوى مراكمة المزيد من الاحباط وفقدان الامل في نفوس الشعوب العربية.
الم يقتنع العرب ان من يهزم عسكرياً على الارض لايمكن ان ينتصر سياسياً عبر المفاوضات في الغرف المكيفة؟ الا يعرفون بعد كل هذه الهزائم ان عدوهم يتسلى بهم وان كل فصاحاتهم لا تثير سوى سخريته منهم؟
ان اولى خطوات وقف الاستهداف المستمر لوجود العرب ارضاً وانساناً وكياناً لابد ان تكون الكرامة التي بدونها لا قيمة لأحد على وجه الارض في اي مكان كان والكرامة لاتقبل غير الشجاعة والاعداد ليوم تكون للعرب فيه الكلمة لا لعدوهم.
ان نبدأ الآن بأحياء الخيار العسكري يعني بالضرورة ان نوقف استخفاف العدو بنا اولاً ومن ثم اعادة النظر في تعامله معنا بدءاً بالاعتراف بحقنا في فلسطين وليس انتهاءً بترجمة هذا الاعتراف باجراءات عملية نقبل بها والا فالزمن لصالح من يعبئه بالاعداد والاعتماد على الذات فإذا فعلنا تسهل الاجابة على السؤال الاهم نكون او لا نكون.
الرأي