نعم وبملء الفم أقول ليتني تونسي ، فأنا أشعر بالغيرة- و" إن من الغيرة ما يحبها الله " -
حينما أرى المرشحين للرئاسة التونسية يصطفون بحضارة ويقدمون أنفسهم وبرامجهم للسيد ( الشعب ) يعرضون عليه أن يقبل ويختار من يقوده . أما في بلدي العزيز المنكوب الذي شارفت دولته على عمر مائة عام لا زال المسؤولون يهبطون علينا صباح مساء بمظلات الواسطة والمحسوبية والشللية وعبر العلاقات الاجتماعية والنسب والمصاهرة . لم ننتخب رئيس وزراء يوما" حتى تعودت ألسنتنا على القول ( حكومة الرفاعي ، حكومة المجالي ، حكومة البخيت، حكومة الرزاز ...) فليست حكومة الشعب الأردني لانه لم يخترها . أما آن لنا أن ننضج ؟ ألم يصل الشعب الى سن البلوغ ؟ لماذا الحجر والوصاية علينا؟ إننا لا ننتخب رئيس بلدية ولا النائب فالتزوير والمال السياسي هو الغالب . نائب يقول لأهل منطقته : دفعت لكم من البداية فلا شيء لكم عندي . ورئيس بلدية يضع اولاده على باب البلدية يجمعون الخاوات والرشوة من المراجعين وهم يوقعون الأوراق من سعادة الوالد المزور له !! .
ورئيس الجامعة ليس بعيدا" عن القصة ، فهل تعلم الهيئة التدريسية الأكاديمية من سيحل رئيسا" عليهم ؟! بالطبع لا ، لان الجميع يعرف من أين تؤكل الكتف؟ وما الطريق الموصل؟ هل تقبل أيها الأكاديمي أن تكون من جماعة ( ألو) ؟ هل توقع على تعيين فلان وعلان ؟ هل تقدم أرض الجامعة؟ اذا كان الجواب بنعم فأنت مؤهل وأنت الرئيس حتى لو كنت لا تصلح ان تقف على باب الجامعة كما قال وزير التعليم العالي !!!!.
ليتني أغط في نوم فأستيقظ وإذا باللافتات تملأ عمان والمدن الأردنية تحمل صور المرشحين لرئاسة الوزراء ؟ ليتني أدخل جامعتي لأجد مناظرة بين المرشحين لرئاسة الجامعة وخططهم لرفع سوية التعليم وإنصاف الهيئة التدريسية والنهوض بالجامعة والبدء برحلة الاختراعات !! ليتني أكحل عيوني لرؤية صور المتسابقين على موقع أمانة عمان بدل أن تبقى مكان استرضاء وتصرف بالملايين ، فربما أجد فيهم من يعد اهل عمان بقرب انتهاء الباص اللعين .
مبارك أهل تونس وعقبال أهل الأردن الذين بلغت نسبة التعليم فيهم 95%