الطائرات المسيرة ومناظرات التوانسة
فارس الحباشنة
14-09-2019 01:30 AM
حروب الشرق الاوسط بدأت تستعمل نوعا من اللوجيستي الحربي «طائرات بلا طيار» ما تسمى بالاعلام الطائرات المسيرة. أول ما اسخدمت في الحرب السورية واستخدمتها داعش لضرب مواقع عسكرية سورية في الشمال والساحل السوري.
في الاشهر الماضية ازداد استخدام الطائرات بشكل واسع ومفرط، وفي تتبع الاخبار فانها لم تغب عن ساحات الحروب والصراعات المشتعلة في الشرق الاوسط، وتحولت الى اداة قتالية رئيسية وهامة وبالغة التكتيك.
اسرائيل جددت أيضا توظيف استعمالها لضرب مواقع عسكرية سورية ولبنانية، ضربت قبل اسابيع أهدافا في دمشق وبيروت والضاحية الجنوبية.
في المنظور العسكري يرى بان الطائرات المسيرة يمكن أن تحل بديلا عن الطائرات المقاتلة العادية. ولتكون جزءا رئيسا من معادلة الحروب لما تملك من قدرة عسكرية فائقة ، وما يعني أن ثمة تغييرا في عملية التكتيك وانقلابا على طاولة التخطيط العسكري، وترسيم خرائط المعارك، واستبدال في أوجه المواجهات والاحتكاك العسكري الميداني.
2-
التوانسة في انتخابات الرئاسة قدموا سردية سياسية عربية جديدة ولنقل مبتكرة تونسيا، وهي» المناظرات التلفزيونية «. لاول مرة في تاريخ الديمقراطية العربية يجري فتح مناظرات تبث مباشرة على شاشات التلفزيون بين المترشحين للانتخابات الرئاسية وغيرها.
ظاهرة ما فوق انتخابية مجردة أنها سياسية. ولطالما تميز التوانسة في تجربتها ونموذجهم السياسي في ثورات ما بعد الربيع العربي. بلاد « البوعزيزي « من انقلاب الى ثوري اجتماعي الى سياسة ديمقراطية راشدة وعاقلة وحكيمة.
تونس الجديدة انموذج سياسي ديمقراطي عربي وشرقي «جنوبي «. ولربما ان التوانسة قدموا انموذجية تقول للعالم وما ينتاب دول الغرب وفكر الاستشراق بان الديمقراطية والحكم الرشيد يمكن أن يستوطن في العالم العربي.
تونس طرحت من بداية الربيع العربي على خيباته اطرا وطنية سياسية للتخلص من الطاغية وليس عجيبا على شعب ناضل بمشقة ليصل الى لحظة التحرر من قيود الاستبداد.
تونس تؤسس لالهام سياسي عربي، وبؤرة ديمقراطية تفوق الظاهرة ولتكون أنموذجا يصدّر إلى دول عربية تائهة سياسيا وديمقراطيا وانسانيا، وتبحث شعوبها عن فواتها الوطني.
في الانتخابات التونسية يتنافس 26 مرشحا من خلفيات ومرجعيات سياسية: علمانية واسلامية وليببرالية وشعبوية وبقايا النظام السابق للرئيس المخلوع زين الدين بن علي.
في أوجه الصراع بين المترشحين المعركة تتركز على صراع كاريزمات سواء التقليدية أو الجديدة، وهذا أقوى من البرامج السياسية التي يطرحونها. وفي الاطار الطاغي فان الثقافة الشعبية التي تأتي بالمترشحين مصابة بصراع الثنائيات ما بين حنين ماضوي الى عهد بورقيبة والاسلام المعتدل المنادي بالمصالحة مع الهوية والعروبة من جهة والمشروع السياسي من جهة مقابلة
الدستور